وهذه الأوزان هي
التي عليها مدار أشعار العرب بحكم الاستقراء ، لا تجد لهم وزنا يشذ عنها ، اللهم
إلا نادرا ، وأكثر الاستقراءات كذلك لا تخلو عن شذوذ شيء منها ، ولعل جميعها. ثم
لا تجد ذلك النادر ، بحرا كان أو عروضا أو ضربا أو زحافا ، إلا معلوم التفرع على
المستقرئ ، أو ما ترى المتداني وهو خ خ فاعلن ثماني مرات كقولنا [٢] :
زارني زورة
طيفها في الكرى ...
فاعتراني لمن
زارني ما اعترى
كيف تجده ظاهر
التفرع على المتقارب في دائرته ، وكذا ما يتبعه من الزحافات كالخبن في قوله [٣] :
أشجاك تشتّت
شعب هواك ...
فأنت له أرق
وصبّ
وكالقطع في
قوله :
إنّ الدنيا
قد غرتنا ...
واستهوتنا
واستلهتنا
على قول من
يعده شعرا ، ومن يسدس مثمنه متداني في قوله [٤] :
قف على
دارسات الدمن ...
بين أطلالها
فابكين
[١] المتداني : هو
البحر المتدارك : الذي استدركه الأخفش على الخليل.