نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 618
الفصل الأول
في بيان المراد من الشعر
قيل : الشعر
عبارة عن كلام موزون مقفى ، وألغى بعضهم لفظ : المقفى ، وقال : إن التقفية ، وهي القصد
إلى القافية ورعايتها لا تلزم الشعر ، لكونه شعرا بل لأمر عارض ، ككونه مصرعا ، أو
قطعة أو قصيدة ، أو لاقتراح مقترح ، وإلا فليس للتقفية معنى غير انتهاء الموزون ،
وأنه أمر لا بد منه ، جار من الموزون مجرى كونه مسموعا ؛ ومؤلفا ، وغير ذلك ، فحقه
ترك التعرض ولقد صدق.
ومن اعتبر
المقفى قال : الموزون قد يقع وصفا للكلام ، إذا سلم عن عيبى : قصور وتطويل ؛ فلا
بد من ذكر التقفية تفرقة ، لكن وصف الكلام بالوزن ، للغرض المذكور ، لا يطلق وأقام
بعضهم مقام الكلام اللفظ الدال على المعنى ، ولا بد لمن يتكلم بأصول النحو من ذلك ،
مع زيادة ؛ وهي : أن تكون الدلالة بوساطة الوضع ، على ما يذكر في حد الكلمة ، وإلا
لزم ، إذا قلت مثلا [١] :
ألا إن رأي
الأشعريّ أبي الحسن ...
ومتّبعيه في
القبيح وفي الحسن
وإن كان
منسوبا إلى الجهل عن قلى ، ...
لرأي حقيق
بالتأمل ، فاعلمن
أن لا يعد
البيت الأول شعرا ، لكونه غير كلام بأصول النحو ، مع كونه شعرا من غير شبهة ، ولا
الثاني وحده.
ثم اختلف فيه ،
فعند جماعة : أن لا بد فيه من أن يكون وزنه ، لتعمد صاحبه إياه ، والمراد بتعمد
الوزن هو : أن يقصد الوزن ابتداء ، ثم يتكلم مراعيا جانبه ، لا أن يقصد المتكلم
المعنى وتأديته بكلمات لائقة من حيث الفصاحة في تركيب لتلك الكلمات توجبه البلاغة
، فيستتبع ذلك كون الكلام موزونا. أو أن يقصد المعنى ، ويتكلم بحكم
[١] البيتان من
الطويل ، وهما من نظم المؤلف ضربا للمثل.
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 618