نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 606
جملتي الدليل السابق على خلف الخلف ، وتحصل منه المطلوب الأصلي ، وقد أغنت
عبارتي : خلف الخلف ، مع كمال إيضاحها لمراد الأصحاب من : رد الخلف إلى المستقيم ،
عن تطويلات تمس الحاجة إليها بدون هذه العبارة.
عكس القياس :
وأما عكس
القياس فنظير الخلف من وجه ، وذلك أنه يؤخذ فيه ، مقابل حاصل الدليل ، إما بالتناقض
مثل : ما إذا كان كل كذا وكذا ، فيوضع موضعه : لا كل كذا كذا. وإما بالتضاد مثل :
ما إذا كان كل كذا كذا ، فيوضع موضعه : لا شيء من كذا كذا ، ويضم إليه إحدى جملتي
الدليل ، ليحصل مقابل الجملة الأخرى احتيالا لمنع القياس.
قياس الدور :
وأما قياس
الدور : فهو أن يؤخذ عكس إحدى جملتي الدليل ، مع الحاصل من الدليل ، فيركب منهما
دليل مثبت للجملة الأخرى ، ويصار إلى هذا في الجدل احتيالا ، عند ما تكون إحدى
جملتي الدليل غير بينة ، فيغير المطلوب عن صورته اللفظية ، ليتوهم شيئا آخر ،
ويقرن به عكس الجملة الأخرى من غير تغير الكمية ، مثل قولنا : كل إنسان متفكر ،
وكل متفكر ضحاك ، فكل إنسان ضحاك. وقولنا : كل إنسان ضحاك ، وكل ضحاك متفكر ، فكل
متفكر. وقولنا : كل متفكر إنسان ، وكل إنسان ضحاك ، فكل إنسان متفكر ضحاك. لكن هذا
الاحتيال إنما يتمشى إذا كانت الأجزاء متعاكسة متساوية ، كما في المثال المضروب ،
والذي ضربته من المثال يبين معنى تسميته قياس الدور ، فانظر.
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 606