نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 555
لهما ، لا للإثبات ولا للنفي ، لكن يجعل إما ملزوما لكل واحد منهما ، فتشهد
لاجتماعهما ، وإلا لزم القدح في كونه ملزوما ، ويلزم الجمع بين النقيضين ، وإما
ملزوما لأحدهما معاندا للآخر ، فتشهد لافتراقهما ، والألزم القدح في كونه ملزوما
معاندا ، ويلزم الجمع بين النقيضين.
لكن لاحتمال أن
يكون اللازم أعم من الملزوم لا تثبت ولا تنفى إلا بقدر ما ينعكس الملزوم على
اللازم ، وهو بعض أفراد اللازم ، ويلتزم جعله ، أعني جعل الثالث ، ملزوما في
السابقة ألبتة ، وكليا إما في الجملتين وإما في إحداهما ؛ لأن السابقة بتقدير
كونها منفية مباينا مبتدؤها للخبر ، كما في قولنا : خ خ لا إنسان من الأناسي بفرس
، إذا أثبتنا بعدها للإنسان لازما ، احتمل أن يكون أعم ، مثل قولنا : وخ خ كل
إنسان حيوان ، فلم يلزم أن ينفى عن جميع الأفراس ، ولا عن بعضها الحيوانية :
بخلافه إذا أثبتنا أولا ، ونفينا ثانيا فقلنا : خ خ كل إنسان حيوان ، ولا إنسان من
الأناسي بفرس ، فإنه يلزم أن ينفي عن بعض الحيوان الفرسية ، وهذا [كاف][١] في التنبيه ، وإنما لزم فيها أن لا تعرى عن كلية ؛ لأن
السابقة واللاحقة ، متى كانتا بعضيتين ، احتمل البعضان التغاير ، ولم يلزم اتحاد
المبتدأين ، فلا يتحقق لخبريهما اجتماع.
أضرب الصورة الثالثة :
وتركيب الدليل
في هذه الصورة لا يزيد على ستة أضرب :
أحدها : سابقة
مثبتة كلية ولاحقة مثلها ، وثانيها : سابقة مثبتة بعضية ولاحقة مثبتة كلية ،
وثالثها : سابقة مثبتة كلية ، ولاحقة مثبتة بعضية ، والحاصل في هذه الثلاثة ثبوت
بعضي.
مثال الأول :
كان إنسان حيوان ، وكل إنسان ناطق ، يلزم بعض الحيوان ناطق.
ومثال الثاني :
بعض الناس قصير ، وكل إنسان ضحاك ، يلزم بعض القصار ضحاك.