responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي    جلد : 1  صفحه : 530

ولمجيء خط التجانس بينه وبين : خ خ أقلعي ، أوفر ، وقيل : خ خ ماءك ، بالإفراد دون الجمع ، لما كان في الجمع من صورة الاستكثار المتأبي عنها مقام إظهار الكبرياء والجبروت ، وهو الوجه في إفراد الأرض والسماء ، وإنما لم يقل : خ خ ابلعي ، بدون المفعول ، أن لا يستلزم تركه ما ليس بمراد من تعميم الابتلاع للجبال والتلال ، والبحار وساكنات الماء بأسرهن ، نظرا إلى مقام ورود الأمر ، الذي هو مقام عظمة وكبرياء ، ثم إذا بين المراد اختصر الكلام مع : خ خ أقلعي ، احترازا عن الحشو المستغنى عنه ، وهو الوجه في أن لم يقل : خ خ قيل يا أرض ابلعي ماءك فبلعت ، وخ خ يا سماء أقلعي فأقلعت. واختير خ خ غيض ، على : غيّض ، المشدد ، لكونه أخصر ، وقيل : خ خ الماء ، دون أن يقال : خ خ ماء طوفان السماء ، وكذا : خ خ الأمر ، دون أن يقال : خ خ أمر نوح ، وهو إنجاز ما كان الله وعد نوحا من إهلاك قومه ، لقصد الاختصار ، والاستغناء بحرف التعريف عن ذلك ، ولم يقل : خ خ سويت على الجودي ، بمعنى : خ خ أقرت ، على نحو : خ خ قيل وخ خ غيض وخ خ قضي في البناء للمفعول ، اعتبارا لبناء الفعل للفاعل ، مع السفينة في قوله : (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ ،) مع قصد الاختصار في اللفظ ، ثم قيل : (بُعْداً لِلْقَوْمِ ،) دون أن يقال : خ خ ليبعد القوم ؛ طلبا للتأكيد مع الاختصار ، وهو نزول : خ خ بعدا ، منزلة : خ خ ليبعدوا بعدا ، مع فائدة أخرى ، وهو استعمال اللام مع : خ خ بعدا ، الدال على معنى أن البعد حق لهم ، ثم أطلق الظلم ليتناول كل نوع حتى يدخل فيه ظلمهم أنفسهم ، لزيادة التنبيه على فظاعة سوء اختيارهم في تكذيب الرسل. هذا من حيث النظر إلى تركيب الكلم.

وأما من حيث النظر إلى ترتيب الجمل فذاك أنه قد قدم النداء على الأمر. فقيل : (يا أَرْضُ ابْلَعِي) و (يا سَماءُ أَقْلِعِي ،) دون أن يقال : خ خ ابلعي يا أرض ، وخ خ أقلعي يا سماء ، جريا على مقتضى اللازم فيمن كان مأمورا حقيقة ، من تقديم التنبيه ، ليتمكن الأمر الوارد عقيبه في نفس المنادى ، قصدا بذلك لمعنى الترشيح ، ثم قدم أمر الأرض على أمر السماء ، وابتدئ به لابتداء الطوفان منها ، ونزولها لذلك في القصة منزلة الأصل ، والأصل بالتقديم أولى ، ثم أتبعهما قوله : (وَغِيضَ الْماءُ ؛) لاتصاله بقصة الماء وأخذه بحجزتها ، ألا ترى أصل الكلام : (قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) فبلعت ماءها ، (وَيا سَماءُ أَقْلِعِي) عن إرسال الماء فأقلعت عن إرساله ، (وَغِيضَ الْماءُ) النازل من السماء فغاض ، ثم أتبعه ما هو المقصود من القصة وهو قوله : (وَقُضِيَ الْأَمْرُ ،) أي

نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي    جلد : 1  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست