نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 50
تغمده الله برضوانه وكساه حلل غفرانه إلا لكونه الأول والآخر في علماء
الفنون الأدبية ، إلى علوم أخر ، ولا ينبئك مثل خبير [١].
وسلوك هذا
الطريق على وجهين : أصل فيما يطلب منه ، وملحق به.
أما الأصل ،
فهو إذا ظفرت بأمثلة ترجع معانيها الجزئية إلى معنى كلي لها ، أن تطلب فيها من
الحروف قدرا تشترك هي فيه ، وهو يصلح للوضع الكلي ، على أن لا تمتنع عن تقدير
زيادة أو حذف أو تبديل ، أن توقف مطلوبك على ذلك ، وعن تقدير القلب أيضا في
الاشتقاق الصغير ، معينا كلا من ذلك بوجه يشهد له سوى وجه الضبط ، فهو بمجرده لا
يصلح لذلك ، وتلك الحروف تسمى أصولا. والمثال الذي لا يتضمن إلا إياها مجردا ، وما
سوى تلك الحروف زوائد ، والمتضمن لشيء منها مزيدا ، وإذا أريد أن يعبر عن الأصول
عبر عن أولها في ابتداء الوضع بالفاء ، وعن ثانيها بالعين ، وعن ثالثها باللام. ثم
إذا كان هناك رابع وخامس كرر لهما اللام فقيل : اللام الثاني ، واللام الثالث.
وإذا أريد أن يعبر عن الزوائد عبر عنها بأنفسها ، إلا في المكرر والمبدل من تاء
الافتعال ، وستعرفه ، هذا عند الجمهور ، وهو المتعارف. وإذا أريد تأدية هيئة
الكلمة ، أديت بهذه الحروف ، ويسمى المنتظم منها إذ ذاك : وزن الكلمة ، والكلام في
تقرير هذا الأصل يستدعي تحرير [٢] خمسة قوانين :
أحدها : في أن
القدر الصالح للوضع الكلي ما ذا؟ والباقية في أن الشاهد لتعيين كل من الأربعة :
الزيادة والحذف والبدل والقلب ما ذا؟
قوانين الاشتقاق :
أما
القانون الأول : فالذي عليه أصحابنا هو الثلاثة فصاعدا إلى خمسة ، خلافا
[١] هذا اقتباس من
قوله تعالى : (إِنْ
تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ)
....(وَلا
يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)
الآية فاطر ١٤ ، وانظر في الاقتباس : التبيان في المعاني والبيان بتحقيقي ط
المكتبة التجارية بمكة.