وبعد / فلما
استهللت التصنيف بدراسة عن الإمام الطّيبي وجهوده البلاغية وثنيت بتحقيق كتبه في
علوم البلاغة وشروح الحديث وهي جليلة مرضية [١] ، وكان الطيبي من جملة من خرجوا من عباءة السكاكي ،
التفت إلى نفسي ، ورجعت عليها باللوم والتأنيب ، لتوانيها عن الالتفات إلى مفتاح
السكاكي ، والإيغال والإغراق في بحاره ، فحالها حال تجاهل العارف ، أو حال الوجل
الخائف ، فتعللت بقصر الباع ، وقلة الاطلاع ، فرأيت ذلك من حسن التعليل ، فصدني
ذلك عن هذا السبيل.
إلى أن ظهرت
بوارق بعض ما كتبت من المصنفات ، وتباشير جملة من التحقيقات ، اطلع عليها أهل هذا
الشان ، فتلقوها باغتباط وإحسان ، فرأيت منهم حثّا على الترقي والاستطراد ، فلم
يزل لي معهم مراجعة ، ولهم مواردة ، فعجزت عن حسن التخلص مما طلبوه ، فصرت في هذا
الأمر بين ترديد وتغليب ، إلى أن ظهر لي حسن التوجيه للدخول في هذا الأمر ، وهو أن
أدخل فيه بنية التعلم والمذاكرة والإفادة لنفسي أولا ،
(*) ظهر للمحقق من تلك المؤلفات دراسة عن الإمام الطيبي وجهوده البلاغية (ماجستير
ـ دار علوم ـ ط المكتبة التجارية مكة المكرمة) والتبيان في المعاني والبيان ، ومعه
الجزء الثاني في علم البديع وفن الفصاحة ، وكتاب لطائف التبيان ، وشرح مشكاة
المصابيح في ثلاثة عشر مجلدا كلها للإمام الطّيبي بتحقيقي ، ولله الحمد والمنة.
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 5