نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 493
هذا ما أمكن من
تلخيص كلام الأصحاب في هذا الفصل ، ولو أنهم جعلوا قسم الاستعارة التبعية من قسم
الاستعارة بالكناية ، بأن قلبوا ، فجعلوا في قولهم : نطقت الحال بكذا ، الحال التي
ذكرها عندهم قرينة الاستعارة بالتصريح ، استعارة بالكناية عن المتكلم بوساطة
المبالغة في التشبيه على مقتضى المقام ، وجعلوا نسبة النطق إليه قرينة الاستعارة ،
كما تراهم في قوله [١] :
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها
يجعلون المنية
استعارة بالكناية عن السبع ، ويجعلون إثبات الأظفار لها قرينة الاستعارة ، وهكذا ،
لو جعلوا البخل استعارة بالكناية عن حي أبطلت حياته بسيف أو غير سيف فالتحق بالعدم
، وجعلوا نسبة القتل إليه قرينة ، ولو جعلوا أيضا خ خ اللهذميات استعارة بالكناية
عن المطعومات اللطيفة الشهية على سبيل التهكم ، وجعلوا نسبة لفظ القرى إليها قرينة
الاستعارة لكان أقرب إلى الضبط ، فتدبره.
تعريف الاستعارة :
وإذ قد عرفت ما
ذكرت فلا بأس أن أحكي لك ما عند السلف في تعريف الاستعارة : حدها عند بعضهم :
تعليق العبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة على جهة النقل للإنابة ، وعند
الأكثر جعل الشيء الشيء لأجل المبالغة في التشبيه ، كقولك : رأيت أسدا في الحمام ؛
وجعل الشيء للشيء لأجل المبالغة في التشبيه ، كقولك : لسان الحال ، وزمام الحكم.
ولا أزيد على الحكاية.
[١]أورده محمد بن
علي الجرجاني في الإشارات ص ٢٢٨ وعزاه لأبي ذؤيب الهذلي ، والقزوينى في الإيضاح ص
٤٤٥ ، والطيبى في التبيان (١ / ٣٠٣) بتحقيقى ، والعلوى في الطراز (١ / ٢٣٢).
وتمامه : ألفيت كل تميمة لا تنفع. وقد تقدم.
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 493