نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 485
القسم الثاني
في الاستعارة المصرح بها التخييلية مع القطع
هي أن تسمى
باسم صورة متحققة صورة عندك وهمية محضة ، تقدرها مشابهة لها ، مفردا في الذكر ، في
ضمن قرينة مانعة عن حمل الاسم على ما يسبق منه إلى الفهم من كون مسماه شيئا متحققا
، وذلك مثل أن تشبه المنية بالسبع في اغتيال النفوس ، وانتزاع أرواحها بالقهر
والغلبة ، من غير تفرقة بين نفاع وضرار ، ولا رقة لمرحوم ومساس بقيا على ذي فضيلة
، تشبيها بليغا حتى كأنها سبع من السباع ، فيأخذ الوهم في تصويرها في صورة السبع ،
واختراع ما يلازم صورته ، ويتم بها شكله من ضروب هيئات ، وفنون جوارح وأعضاء ،
وعلى الخصوص ما يكون قوام اغتيال السبع للنفوس بها ، وتمام افتراسه للفرائس بها من
الأنياب والمخالب ، ثم تطلق على مخترعات الوهم عندك أسامي المتحققة على سبيل
الإفراد بالذكر ، وأن تضيفها إلى المنية ، قائلا : خ خ مخالب المنية ، أو خ خ
أنياب المنية الشبيهة بالسبع ، ليكون إضافتها إليها قرينة مانعة من إجرائها على ما
يسبق إلى الفهم منها من تحقق مسمياتها ، أو مثل أن تشبه الحال ، إذا وجدتها دالة
على أمر من الأمور ، بالإنسان الذي يتكلم ، فيعمل الوهم في الاختراع للحال ما قوام
كلام المتكلم به ، وهو تصوير صورة اللسان ، ثم تطلق عليه اسم اللسان المتحقق ، وتضيفه
إلى الحال قائلا : لسان الحال الشبيه بالمتكلم ناطق بكذا ؛ أو مثل أن تشبه حكما من
الأحكام ، إذا صادفته واقعا بمشيئة امرئ وتابعا لرأيه كيف شاء ، بالناقة المنقادة
التابعة لمستتبعها كيف أراد ، فتثبت له في الوهم ما قوام ظهور انقياد الناقة به
واتباعها المستتبع وهو صورة الزمام ، فتطلق عليها اسم الزمام المتحقق قائلا : زمام
الحكم الشبيه بالناقة في اتباع المستتبع في يد فلان.
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 485