نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 478
تسمعهما في فصل الاستعارة بالكناية.
ويسمى المشبه
به ، سواء كان هو المذكور أو المتروك ، مستعارا منه ، واسمه مستعارا. والمشبه به ،
مستعارا له. والذي قرع سمعك ، من أن الاستعارة تعتمد إدخال المستعار له في جنس
المستعار منه ، هو السر في امتناع دخول الاستعارة في الأعلام ، اللهم إلا إذا
تضمنت نوع وصفية لسبب خارج ، تضمن اسم خ خ حاتم الجود ، وخ خ مادر البخل [١] ، وما جرى مجراهما.
وأما عد هذا
النوع لغويّا ، فعلى أحد القولين ، وهو المنصور ، كما ستقف عليه ، وكان شيخنا
الحاتمي ، تغمده الله برضوانه ، أحد ناصريه ، فإن لهم فيه قولين :
أحدهما : أنه
لغوي ، نظرا إلى استعمال الأسد في غير ما هو له عند التحقيق ، فإنا ، وإن ادعينا
للشجاع الأسدية ، فلا نتجاوز حديث الشجاعة حتى ندعي للرجل صورة الأسد ، وهيئته
وعبالة [٢] عنقه ، ومخالبه وأنيابه ، وما له من سائر ذلك من الصفات
البادية لحواس الأبصار. ولئن كانت الشجاعة من أخص أوصاف الأسد وأمكنها ، لكن اللغة
لم تضع الاسم لها وحدها ، بل لها في مثل تلك الجثة ، وتلك الصورة والهيئة ، وهاتيك
الأنياب والمخالب ، إلى غير ذلك من الصور الخاصة في جوارحه ، جمع.
ولو كانت وضعته
لتلك الشجاعة التي تعرفها لكان صفة لا اسما ، ولكان استعماله ، فيمن كان على غاية
قوة البطش ونهاية جراءة المقدم ، من جهة التحقيق لا من جهة التشبيه ، ولما ضرب
بعرق في الاستعارة إذ ذاك البتة ، ولانقلب المطلوب بنصب القرائن ، وهو منع الكلمة
عن حملها على ما هي موضوعة له ، إلى إيجاب حملها على ما هي موضوعة له.
[١] في المثل : ألأم
من مادر ، وهو جد بنى هلال بن عامر ، وفي الصحاح : هو رجل من هلال بن عامر بن
صعصعة ؛ لأنه سقى إبله فبقى في أسفل الحوض ماء قليل ، فسلح فيه ، ومدر به حوضه
بخلا أن يشرب من فضله : لسان العرب (مدر).