responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي    جلد : 1  صفحه : 455

غير مختص بأحد الطرفين زيادة اختصاص.

التشبيه التمثيلي :

واعلم أن التشبيه متى كان وجهه وصفا غير حقيقي ، وكان منتزعا من عدة أمور ، خص باسم التمثيل ، كالذي في قوله [١] :

اصبر على مضض الحسود ...

فإن صبرك قاتله

فالنار تأكل نفسها ...

إن لم تجد ما تأكله

فإن تشبيه الحسود المتروك مقاولته بالنار التي لا تمد بالحطب ، فيسرع فيها الفناء ليس إلّا في أمر متوهم له ، وهو ما تتوهم إذا لم تأخذ معه في المقاولة ، مع علمك بتطلبه إياها ، عسى أن يتوصل بها إلى نفثة مصدور ، من قيامه إذ ذاك مقام أن تمنعه ما يمد حياته ليسرع فيه الهلاك ، وأنه كما ترى منتزع من عدة أمور ؛ وكالذي في قوله [٢] :

وإنّ من أدّبته في الصّبا ...

كالعود يسقى الماء في غرسه

حتّى تراه مورقا ناضرا ...

بعد الذي أبصرت من يبسه

فإن تشبيه المؤدب في صباه بالعود المسقى أوان الغرس المونق بأوراقه ونضرته ، ليس إلا فيما يلازم كونه : مهذب الأخلاق ، مرضي السيرة ، حميد الفعال ، لتأدية المطلوب بسبب التأديب المصادف وقته من تمام الميل إليه ، وكمال استحسان حاله ، وإنه كما ترى أمر تصوري لا صفة حقيقية ، وهو مع ذلك منتزع من عدة أمور. وكالذي من قوله عز من قائل : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ


[١]أورده الطيبى في التبيان ١ / ٢٦٧ بتحقيقى وعزاه لابن المعتز ، وبدر الدين بن مالك في المصباح ص ١١١ ، ومحمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ١٩٣. المض : الألم والوجع.

[٢]أوردهما القزوينى في الإيضاح ص ٣٧٢ وعزاهما لصالح بن عبد القدوس ، والطيبى في التبيان (١ / ٢٦٨) وفيه [مونقا بدلا من مورقا] ، وبدر الدين بن مالك في المصباح ص ١١٢.

نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي    جلد : 1  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست