نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 446
الممتنعة عن تعيين بعضه طرفا وبعضه وسطا.
وجه التشبيه ليس واحدا وليس في حكم الواحد :
وأما القسم
الثالث وهو : أن لا يكون وجه التشبيه أمرا واحدا ولا منزلا منزلة الواحد ، فهو على
أقسام ثلاثة : أن يكون تلك الأمور : حسية أو عقلية ، أو البعض حسيا والبعض عقليا.
فالأول : كما
إذا شبهت فاكهة بأخرى : في لون وطعم ورائحة.
والثاني : إذا
شبهت بعض الطيور بالغراب ، في حدة النظر ، وكمال الحذر ، وإخفاء السفاد.
والثالث : كما
إذا شبهت إنسانا بالشمس ، في حسن الطلعة ، ونباهة الشأن ، وعلو الرتبة.
أحكام التصريح بوجه التشبيه أو عدمه :
واعلم أنه ليس
بملتزم فيما بين أصحاب علم البيان أن يتكلفوا التصريح بوجه التشبيه على ما هو به ،
بل قد يذكرون على سبيل التسامح ما إذا أمعنت فيه النظر ، لم تجده إلّا شيئا مستتبعا
لما يكون وجه التشبيه في المآل ، فلا بد من التنبيه عليه.
من ذلك قولهم
في الألفاظ ، إذا وجدوها لا تثقل على اللسان ، ولا تكده بتنافر حروفها أو تكرارها
، ولا تكون غريبة وحشية تستكره ؛ لكونها غير مألوفة ، ولا مما تشتبه معانيها
وتستغلق ، فتصعب الوقوف عليها ، وتشمئز عنها النفس ، هي كالعسل في الحلاوة ،
وكالماء في السلاسة ، وكالنسيم في الرقة. وقولهم في الحجة المطلوب بها قلع الشبهة
، متى صادفوها ، معلومة الأجزاء ، يقينية التأليف ، قطعية الاستلزام : هي كالشمس
في الظهور. فيذكرون الحلاوة ، والسلاسة والرقة ، والظهور ، لوجه الشبه ، على أن
وجه الشبه في المآل هناك شيء غيرها.
وذلك لازم
الحلاوة ، وهو ميل الطبع إليها ، ومحبة النفس ورودها عليها.
ولازم السلاسة
والرقة وهو إفادة النفس نشاطا ، والإهداء إلى الصدر انشراحا ، وإلى
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 446