نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 443
إياهما ، أو كالنجوم إذا شبهت بالسنن في عدم الخفاء ، فيما المشبه محسوس ،
والمشبه به معقول ، وفي أكثر هذه الأمثلة في معنى وحدتها تسامح ، فاعرف.
وجه التشبيه غير واحد :
وأما القسم
الثاني وهو أن يكون : وجه التشبيه غير واحد ، لكنه في حكم الواحد ، فهو على نوعين
: إما أن يكون مستندا إلى الحس : كسقط النار إذا شبه بعين الديك في الهيئة الحاصلة
من الحمرة ، والشكل الكري ، والمقدار المخصوص ، وكالثريا إذا شبهت بعنقود الكرم
المنور في الهيئة الحاصلة من تقارن الصور البيض المستديرة الصغار المقادير في
المرأى على كيفية مخصوصة إلى مقدار مخصوص ، وكالشاة الجبلي إذا شبه بحمار أبتر
مشقوق الشفة والحوافر ، نابت على رأسه شجرتا غضا [١] ، وكالشمس ، إذا شبهتها بالمرآة في كف الأشل ، في
الهيئة الحاصلة التي تؤديها من الاستدارة مع الإشراق ، والحركة السريعة المتصلة ،
وشبه تموج الإشراق ، أو إذا شبهتها بالبوتقة فيها ذهب ذائب ، كما قال [٢] :
والشمس من
مشرقها قد بدت ...
مشرقة ليس
لها حاجب
كأنها بوتقة
أحميت ...
يجول فيها
ذهب ذائب
في الهيئة
الحاصلة ، من الاستدارة مع صفاء اللون ، واتصال الحركة ، وشبه مراوحة المتحرك بين
انبساط وانقباض ، وذلك لأن البوتقة إذا أحميت وذاب فيها الذهب وأخذ يتحرك فيها
بجملته من غير غليان ، متشكلا بشكل البوتقة في الاستدارة ، تلك الحركة العجيبة ،
كأنه يهم بأن ينبسط ، حتى يفيض من جوانب البوتقة لما في طبعه من النعومة ، ثم يبدو
له فيرجع إلى الانقباض ؛ لما بين أجزائه من كمال التلاحم وقوة الاتصال ،
[١] الغضا : شجر.
وقيل : نبات الرّمل له هدب كهدب الأرطى.
[٢]أورده عبد القاهر
الجرجاني في أسرار البلاغة ص (١٤٦) وعزاه للمهلبى الوزير ، والرازي في نهاية
الإيجاز ص (٢٢٥) ، ومحمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص (١٨١) ، والقزوينى في
الإيضاح ص ٣٤٧ ، والعلوى في الطراز (١ / ٣٥٥).
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 443