نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 401
فتجعل النفي عامّا ؛ ليتناول كل شاعر يعتقد ممن عدا زيدا ، والفرق بين قصر
الموصوف على الصفة وقصر الصفة على الموصوف واضح ، فإن الموصوف في الأول لا يمتنع
أن يشاركه غيره في الوصف ، ويمتنع في الثاني ، وأن الوصف في الثاني يمتنع أن يكون
لغير الموصوف ، ولا يمتنع في الأول.
وثانيها النفي
والاستثناء ، كما تقول في قصر الموصوف على الصفة ، إفرادا أو قلبا : ليس زيد إلا
شاعرا ، أو ما زيد إلا شاعر ، أو إن زيد إلا شاعرا ، وما زيد إلا قائم ، أو ما زيد
إلا يقوم ؛ ومن الوارد في التنزيل على قصر الإفراد قوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)[١] فمعناه : محمد مقصور على الرسالة ، لا يتجاوزها إلى
البعد عن الهلاك ، نزل المخاطبون لاستعظامهم أن لا يبقى لهم منزلة المبعدين لهلاكه
، وهو من إخراج الكلام لا على مقتضى الظاهر ؛ وقوله تعالى : (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي)[٢] فمعناه : حسابهم مقصور على الاتصاف ب (" عَلى رَبِّي") لا يتجاوزه إلى أن يتصف بعلى ، وقوله (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ*
إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ)[٣] فمعناه : أنا مقصور على النذارة ، لا أتخطاها إلى طرد
المؤمنين ، وقوله تعالى : (وَما أَنْزَلَ
الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ)[٤] فالمراد : لستم في دعواكم للرسالة عندنا بين الصدق وبين
الكذب ، كما يكون ظاهر حال المدعي إذا ادعى ، بل أنتم عندنا مقصورون على الكذب ،
لا تتجاوزونه إلى حق كما تدعونه ، وما معكم من الرحمن منزل في شأن رسالتكم.
ومن الوارد على
قصر القلب قوله تعالى حكاية عن عيسى عليهالسلام : (ما قُلْتُ لَهُمْ
إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ)[٥] لأنه قاله في مقام اشتمل على معنى إنك يا