نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 376
أَلا
تَأْكُلُونَ* فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ)[١] قدر مع قوله : (" فَقالُوا
سَلاماً") ماذا قال إبراهيم وقت السّلام ؛ ومع قوله (" فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ") ما ذا قال وقت التقريب؟ ومع قوله (" فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ
خِيفَةً") ما ذا قالوا حين رأوا منه ذلك؟ وسلوك هذا الأسلوب في
القرآن كثير.
فصل" لا
تقيمن" عن" ارحل" لقصد البدل ؛ لأن المقصود من كلامه هذا كمال
إظهار الكراهة لإقامته ، بسبب خلاف سره العلن ؛ وقوله : " لا تقيمن
عندنا" أوفى بتأدية هذا المقصود من قوله : " ارحل" ؛ لدلالة ذاك
عليه بالتضمن مع التجرد عن التأكيد ، ودلالة هذا عليه بالمطابقة مع التأكيد ،
وكذلك قوله تعالى (بَلْ قالُوا مِثْلَ
ما قالَ الْأَوَّلُونَ* قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا
لَمَبْعُوثُونَ)[٣] فصل : (قالُوا أَإِذا مِتْنا) عن (" قالُوا مِثْلَ
ما قالَ الْأَوَّلُونَ") لقصد البدل.
ولك أن تحمله
على الاستئناف لما في قوله : (" مِثْلَ ما
قالَ الْأَوَّلُونَ") من الإجمال المحرك للسامع أن يسأل ، ماذا قالوه؟ وكذلك
قوله : (أَمَدَّكُمْ بِما
تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ* وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)[٤] الفصل فيه للبدل ، ويحتمل الاستئناف ، وكذلك قوله :