نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 345
نَحْنُ
وَآباؤُنا)[١] فقدم ؛ لكونه منها أهم ، يدلك على ذلك أن الذي قبل هذه
الآية : (أإِذا كُنَّا تُراباً
وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ)[٢] والذي قبل الأولى (أَإِذا مِتْنا
وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً)[٣] فالجهة المنظور فيها هناك هي كون أنفسهم ترابا وعظاما ،
والجهة المنظور فيها ههنا هي كون أنفسهم وكون آبائهم ترابا ، لاجزاء هناك من بناهم
على صورة نفسه [٤] ، ولا شبهة أنها أدخل عندهم في تبعيد البعث ، فاستلزم
زيادة الاعتناء بالقصد إلى ذكره ، فصيره هذا العارض أهم ؛ ومنها أن قال في موضع من
سورة المؤمنين (فَقالَ الْمَلَأُ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ)[٥] فذكر المجرور بعد صفة" الملأ" وهو موضعه كما
تعرف ، وفي موضع آخر منها : (وَقالَ الْمَلَأُ
مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا)[٦] فقدم المجرور لعارض صيره بالتقديم أولى ، وهو أنه لو
أخر عن الوصف ، وأنت تعلم أن تمام الوصف بتمام ما يدخل في صلة الموصول وتمامه : (وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ
الدُّنْيا) لاحتمل أن يكون من صلة الدنيا ، واشتبه الأمر في
القائلين : أهم من قومه أم لا؟ ومنها أن قال في سورة طه : (آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى)[٧] وفي الشعراء (رَبِّ مُوسى
وَهارُونَ)[٨]
[٤]يعنى قوله : (إذا
ضرب أحدكم ، فليجتنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته رواه أحمد وغيره ، وحسنه
الشيخ الألباني في الصحيحة (١ / ٨٦٢) ، والضمير في صورته عائد على المضروب قطعا ،
كما فسره أهل العلم ، فأراد النبي (أن ضارب الوجه ، كالمهين لوجه أبيه آدم ، الذي
خلق المضروب على صورته والله أعلم ، أما ما ذكره السكاكي ، ههنا ، فباطل ، ولا
يجوز حمل الحديث عليه.