نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 343
قال أحد : عرفت شركاء الله ، يقف [شعرك][١] فزعا ، وتقول : لله شركاء؟ وعليه قوله تعالى (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ)[٢] أو لعارض يورثه ذلك ، كما إذا أخذت في الحديث ، وتوهمت
لقرائن الأحوال من أنت معه في الحديث ملتفت الخاطر إلى معنى ينتظر من مساقك الحديث
إلمامك به ، فيبرز ذلك المعنى عندك في معرض أمر يتجدد في شأنه التقاضي ساعة فساعة
، فكما تجد له مجالا في الذكر صالحا تتوقف أن تذكره ، مثل ما تقول لصاحبك : أعجبني
المسألة الفلانية من كتابك ، وتأخذ في كيت [وذيت][٣] .. وله كتاب آخر فيه مسائل ، فتحدث أن كتابه الآخر واقع
الآن في ذهنه ، وهو كالمنتظر : هل تورده في الذكر ، فتقول : وأعجبني من كتابك
الآخر المسألة الفلانية ، فتقدم المجرور على المرفوع ، أو كما إذا وعدت ما أنت
تستبعد وقوعه ، فإنك حال التفات خاطرك إلى وقوعه من جهة تبعده ، ومن جهة أخرى أدخل
في تبعيده ، تجد تفاوتا في إنكارك إياه ضعفا وقوة بالنسبة ، ولامتناع إنكاره بدون
القصد إليه تستتبع تفاوته ذاك تفاوتا في القصد إليه والاعتناء بذكره.
فأنت في الأول
إذا أنكرت ، أوجبت البلاغة أن تقول : شيء حاله في البعد من الوقوع هذه أنّى يكون ،
لقد وعدت أنا وأبي وجدي هذا ، إن هو إلا من اختراعات المموهين ، وأصحاب التلبيس ،
فتذكر المنكر بعد المرفوع في موضعه من الكلام ، وأن تقول في الثاني : شيء حاله في
البعد من الوقوع إلى هذه الغاية على من يروج ، لقد وعدت هذا أنا وأبي وجدى ، فتقدم
المنكر على المرفوع.
أو كما إذا
عرفت في التأخير مانعا مثل الذي في قولك : رأيت الجماعة من محبيك التي نأت ثم دنت
، إذا قدمت من محبيك أفاد أن الجماعة المرئية جماعة من محبيك من