نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 27
خطتنا في عرض الدرس البلاغي
تمتاز هذه
الخطة بمحاولة الحفاظ ـ ما أمكن ـ على ذلك الموروث البلاغي العظيم ، الذي يمثل
جهود عباقرة أفذاذ توالوا على مرّ العصور ، يصعب تكرر نظير لهم في هذه العصور التي
ضعفت همم أهلها ، وقصرت فيها علومهم عن استيعاب ذلك الموروث ، بله الزيادة عليه.
هذه الخطة إنما
هي وليدة التأمل في ذلك التقسيم السكاكي السابق ، متحاشية جوانب القصور فيه ، مثل
:
١ ـ عدم
الاهتمام الكافي بدراسة الكلمة المفردة ، دراسة تركز على دلالتها الصوتية
والمعجمية والصرفية والمقامية ، وما لتلك الدلالة من أثر كبير في تحقيق المطابقة
المنشودة.
٢ ـ الدراسات
التي دارت حول الكلمة المفردة ، وأغلبها في المصنفات التي دارت في فلك المفتاح ،
كالتلخيص وشروحه ، قد عزلت الكلمة المفردة عن سياقها ضمن ما سمّوه بدرس الفصاحة ،
ومن ثم سلبوها كل قيمة في تحقيق المطابقة وبلاغة الكلام ،
مما يستدعي إعادة
النظر في هذا المبحث برمته ، لا سيما فصاحة اللفظة المفردة.
٣ ـ قصر
المطابقة على رعاية حال المخاطب دون رعاية حال المتكلم.
٤ ـ تكرار
المباحث ، وتشتيت بحث الظاهرة الواحدة في أكثر من موضع ، فمثلا :
الحذف يأتي في
حذف المسند إليه ، وفي حذف المسند ، ويأتي في الإيجاز وغير ذلك ، وكذلك الذكر يأتي
في المسند إليه ، والمسند ، والإطناب ..... إلخ.
٥ ـ وقد نتج عن
ذلك :
كثرة التقسيمات
والتفريعات ، حيث إن كثيرا من هذه المباحث كان يمكن ضم بعضها إلى بعض ، لو لا ما
قام به السكاكي ومن تابعه من تشتيت الظاهرة الواحدة في أكثر من موضع.
٦ ـ عدم منطقية
التقسيم ، فعلى الرغم من الصبغة المنطقية التي حاول السكاكي ومن تابعه صبغ البلاغة
بها ، فإن هذا التقسيم يبدو آخر الأمر خاليا من المنطقية تماما ، وذلك لأن تقسيم
مباحث البلاغة إلى هذه العلوم الثلاثة ؛ لا بد أن يكون أساسه تعدد أغراض تلك العلوم
وغاياتها ، ومع ذلك ؛ فإن الغرض الذي يحدد لأحد هذه العلوم يصلح أن يكون غرضا
للعلمين الآخرين ، فإذا كان غرض المعاني هي المطابقة لمقتضى الحال ؛ فإن هذا الأمر
لا نستطيع أن نجرد منه العلمين الآخرين في الحقيقة ، وإن كان هذا
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 27