نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 243
في الكلام الناقص لصحة : ما طلع البدر إلا وقد ذكرت هندا ، وما جرى مجراه ،
أو بكونه في التام غير الموجب على وجه البدل ؛ لتنزيل البدل والمبدل منه منزلة
المنحى غير المذكور ، ورجوع الكلام إلى النقصان إذ ذاك حكما.
ومما ينبهك على
أن حكم البدل ما ذكرنا ، امتناعهم عنه في الموجب امتناعهم عن النقصان فيه ، وإنها
لمظان تأمل منك فلا تفرط.
وأما الناصبة
للأفعال ، فالأصل فيها (أن) عند الخليل ، قدس الله روحه ، وقول الخليل يغني عن
الدليل [١] :
إذا قالت
حذام فصدّقوها ...
فإنّ القول
ما قالت حذام
وإنما نصبت خ خ
إن لمشابهتها خ خ أن معنى ؛ لاشتراكهما في رد الكلام إلى معنى المصدر وصوره أيضا
إذا خففت وأعملت.
وأما الحروف
المشبهة ؛ فعملها لمشابهتها الأفعال. وعندنا أنها لما كانت في العمل فرعا على
الفعل ، وكانت في الشبه بالأفعال دون شبه (ما ولا) (بليس) ، اختير لها حطّا
لدرجتها أدنى مرتبتي الفعل ، وهي ضرب عمرا زيد.
ومن هذا يظهر
سبب امتناع تقديم الخبر على الاسم البتة ، وهو الترقي إلى أعلى مرتبتي الفعل في
أدنى درجتها ، وأما قولهم : إن في الدار زيدا ، فالوجه ما اختار جار [٢] الله العلامة ، وارتضاه شيخنا الحاتمي ـ تغمدهما الله
برضوانه ـ أنه ليس من تقديم الخبر ،
[١]البيت من الوافر
، وهو للجيم بن صعب في شرح التصريح ٢ / ٢٢٥ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٥٩٦ والعقد
الفريد ٣ / ٣٦٣ ، ولسان العرب ٦ / ٣٠٦ (رقش) والمقاصد النحوية (٤ / ٣٧٠) والمعجم
المفصل (٧ / ٢٨٢).
[٢] هو الزمخشري أبو
القاسم محمود بن عمر الخوارزمى صاحب الكشاف وغيره ، وكتاب المفصل الذي عول عليه
السكاكي في هذا القسم من الكتاب ، ت ٥٣٨ ه.
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 243