نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 21
السكاكي وتقسيمه الثلاثي لعلوم البلاغة
خصص السكاكي
القسم الثالث من كتابه مفتاح العلوم لعلمي المعاني والبيان ، وبعد أن فرغ من
مباحثهما قال :
" وإذ قد
تقرر أن البلاغة بمرجعيها وأن الفصاحة بنوعيها مما يكسو الكلام حلّة التزيين ،
ويرقيه أعلى درجات التحسين ، فهاهنا وجوه مخصوصة كثيرا ما يصار إليها لقصد تحسين
الكلام ، فلا علينا أن نشير إلى الأعرف منها وهي قسمان :
فقد أفرد
السكاكي مبحث البديع عن علمي المعاني والبيان ، مسميا إياه بوجوه مخصوصة كثيرا ما
يصار إليها لقصد تحسين الكلام.
وهذا التقسيم
لا نعلم أحدا سبق السكاكي إليه ، يقول الشيخ المراغي في كتابه
تاريخ علوم
البلاغة : " لا نعلم أحدا سبق السكاكي إلى قسمة علوم الفصاحة الأقسام الثلاثة
المعروفة ، ولا نرى لهذا التقسيم وجها صحيحا ولا مستندا من رواية ولا دراية ؛ فليس
هناك جهة للتمايز تفصل كل علم عن قسيميه ، ولا في أغراض كل علم ولا في موضوعه ما
يجعله وحدة مستقلة عن العلمين الآخرين في بحوثه ومسائله ، حتى يمكن الناظر أن
يقتنع بوجاهة هذا التقسيم ويبرهن على صحته ، بل على العكس نرى بينها اتصالا وثيقا
في الأغراض والمقاصد ، واتحادا في جهة البحث ، فلا يمكن فصل بعضها من بعض ، وإن
أمكن فعلى نحو آخر غير ما ذكره السكاكي ومن اقتفوا أثره ، وساروا على سننه دون أن
يدلوا بحجة ناصعة.
" وقد
فنّد الشيخ تقسيم السكاكي ودلّل على خطئه ، مبينا أنه ليس له مستند لا رواية ولا
دراية : أما إن الرواية لا تساعده فلوجوه منها :
(١) أن
المتقدمين الذين كتبوا قبله كأبي هلال في الصناعتين ، وابن سنان الخفاجي في سر
الفصاحة ، وعبد القاهر في كتابيه" أسرار البلاغة" ، " ودلائل
الإعجاز" ، لم ينحوا هذا النحو الذي نحاه.
(٢) أن
الزمخشري : وهو من هو في علو كعبه ، في البلاغة كثيرا ما يسمى هذه العلوم بالبيان
، وأحيانا يسميها بالبديع.