والعامة على بنائهما ضمّا لقطعهما على
الإضافة وإرادتهما أي من قبل الغلب ومن قبل كل أمر ومن بعده ، وإنما بني على الضم
لما قطعت عن الإضافة لأن غير الضمة من الفتح والكسرة تشبيه بما يدخل اليهما وهو النصب
والجر ، أما النصب ففي قولك : «جئت قبله أو بعده». وأما الجر ففي قولك
: «من قبله ومن بعده» فبني عليه لعدم دخول مثلها عليه في الإعراب وهو الرفع ، وحكى
الفراء كسرها من غير تنوين. وغلطه النحاس وقال : إنما يجوز من قبل ومن بعد يعني
مكسورا منونا ، قال شهاب الدين : وقد قرئ بذلك ووجهه أنه لم ينو إضافتهما فأعربهما
كقوله :
فساغ لي الشّراب وكنت قبلا
أكاد أغصّ بالماء القراح
وقوله :
ونحن قتلنا الأسد أسد خفيّة
فما شربوا بعدا على لذّة خمرا
وحكى من قبل بالتنوين والجر ومن بعد
بالبناء على الضم.
وقد خرج بعضهم ما حكاه الفراء على أنه
قدر أن المضاف إليه موجود فترك الأول بحاله وأنشد :
...
بين ذراعي وجبهة الأسد
والفرق لائح ، فإن في اللفظ مثل المحذوف
على خلاف في تقدير البيت أيضا.
[٢]البيت ليزيد بن
الصعق فى خزانة الأدب ١ / ٤٢٦ ، ٤٢٩ ، ولعبد الله بن يعرب فى الدرر ٣ / ١١٢ ،
والمقاصد النحوية ٣ / ٤٣٥ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١٥٦ ، وتذكرة ـ
نام کتاب : شرح الكافية الشّافية نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 432