فلذلك قلت :
...
لنفى ...
فأطلقت ولم أخص نافيا من ناف.
ثم قلت :
... أو شبه نفى ...
ليدخل ما معه نهى ؛ كقول الشاعر : [من الخفيف]
صاح شمر ولا تزل ذاكر المو
ت فنسيانه ضلال مبين [١]
وما معه «غير» ؛ كقول الشاعر : [من البسيط]
إنّ امرأ غير منفكّ معين حجا
على هوى فاتح للموت أبوابا
وما معه تقليل يراد به النفى ؛ كقول الشاعر : [من الخفيف]
قلّما يبرح اللّبيب إلى ما
يورث المجد داعيا أو مجيبا [٢]
وأما «دام» المشار إليها فكقوله ـ تعالى ـ : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) [مريم : ٢١]
فـ (ما) مصدرية فى موضع زمان والتقدير : مدة دوامى حيّا.
والتاء : اسم «دام» ، و «حيّا» : خبرها.
وكذلك :
... دام ...
التى فى الرجز ؛ لأن «ما» قبلها مصدرية فى موضع ظرف زمان ، و «فصيل» اسمها ، و «حيّا» خبرها.
ويجوز أن يكون «فيهنّ» : خبرا ، و «حيّا» : حال مؤكدة.
فلو خلت «دام» من «ما» المصدرية لم يكن لها اسم ، ولا خبر.
فلو وقع بعدها مرفوع ومنصوب جعل المرفوع فاعلا ، والمنصوب حالا نحو
[١]البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٣٤ ، وتخليص الشواهد ص ٢٣٠ ، والدرر ٢ / ٤٤ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٠ ، وشرح التصريح ١ / ١٨٥ ، وشرح ابن عقيل ص ١٣٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ١٩٩ ، وشرح قطر الندى ص ١٢٧ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٤ ، وهمع الهوامع ١ / ١١١.
[٢]البيت بلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٣٠٤ ، وشرح التصريح ١ / ١٨٥ ، وشرح شواهد المغنى ص ٣٠٦.