نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 75
كنانة ، وبعض الطائيين ، ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم» [١].
أما
الشواهد النثرية فتشمل نوعين من اللغة :
الأول
: ما جاء في شكل
خطبة ، أو وصية ، أو مثل ، أو حكمة أو نادرة. ويعدّ هذا النوع من آداب العرب ذات
الأهمية ويأخذ في الاستشهاد مكانة مكانة الشعر ، وشروطا كشروطه.
الآخر
: ما نقل عن بعض
الأعراب ومن يستشهد بكلامهم في حديثهم دون أن يتحقق له ذيوع وانتشار كالذي تحقق
للأول.
ولهذا
شروط في الزمان وفي المكان :
فمن ناحية
الزمان : حددت نهاية الفترة التي يستشهد بها بآخر القرن الثاني الهجري بالنسبة
لعرب الأمصار. وأما عرب البادية فآخر القرن الرابع. ويرتبط المكان بفكرة البداوة
والحضارة ؛ فكلما كانت القبيلة بدوية أو أقرب إليها كانت لغتها أفصح ، والثقة فيها
أكبر ، وكلما كانت متحضرة أو قريبة منها كانت أساليبها وألفاظها محلّ شك ، ومثار
شبهة ؛ ولذلك تجنّبوا الأخذ عنها ؛ ذلك لأن انعزال القبيلة في بطن الصحراء يصون
لغتها عن أي مؤثر خارجي ، واختلاط قبيلة يفسد لغتها ويحرف لسانها [٢].
وقد
استشهد ابن مالك وتبعه ناظر الجيش ـ بكل ما ورد عن العرب من نثر فصيح : سواء ما جاء في شكل خطبة أو حكمة وما
جاء في صورة نقل عن بعض الأعراب وإن لم يشتهر ؛ فكله فصيح وكله يحتج به ، ولا تكاد
تخلو صفحة ـ أو صفحتان ـ من شرح التسهيل لابن مالك أو ناظر الجيش إلا وفيها قول
مأثور عن العرب أو حكمة وردت عنهم ، من ذلك قولهم : إن الذود إلى الذود إبل ، وقول
عمر رضياللهعنه : لا يمنعنك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك ، وهديت
فيه لرشدك ـ أن ترجع إلى الحق.