نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 558
[أحكام أخرى تخص ضمير الشأن]
قال ابن مالك :
(وإفراده لازم وكذا تذكيره ما لم يله مؤنّث ، أو مذكّر شبيه به مؤنّث ، أو فعل
بعلامة تأنيث ، فيرجّح تأنيثه باعتبار القصة على تذكيره باعتبار الشّأن).
البصريون حذف بعض الجمل المذكورة ؛ لأنها مؤكدة له ، ومدلول به على فخامة
مضمونها. واختصارها مناف لذلك ؛ فلا يجوز [١ / ١٧٦] كما لا يجوز ترخيم المندوب ،
ولا حذف حرف النداء قبله.
قال
المصنف[١] : «وبهذا يعلم أنّ ما أجازه الكوفيّون من : إنّه ضرب ،
وإنّه قام ونحوهما ـ غير مستقيم ولا سليم ؛ لافتتاحه بمزيد الاعتناء بالمحدّث عنه
، واختتامه بحذف ما لا بدّ منه» [٢].
وأما تجويزهم
نحو : ظننته قائما زيد ، على أن يكون الهاء ضمير الشأن ـ فمردود أيضا ؛ لأن سامعه
يسبق إلى فهمه كون زيد مبتدأ مؤخرا ، وكون ظننت ومفعوليها خبرا مقدما ، وذلك مفوت
للغرض الذي لأجله جيء بضمير الشأن ؛ لأن من شرطه عدم صلاحية الضمير لغير ذلك ، حتى
يحصل به من فخامة الأمر ما قصده المتكلم.
قال ناظر الجيش
: لا يجوز أن يكون ضمير الشأن مثنّى ولا مجموعا ؛ لأنه كناية عن الشأن في التذكير
، وعن القصة في التأنيث ، وهما مفردان ، فوجب إفراد ما هو كناية عنهما ، فيقال :
إنه أخواك منطلقان ، وإنها جاريتاك حسنتان ، وإنه إخوتك صالحون ، وإنها إماؤك
مطيعات. ولا تؤنث إلا إذا وليه مؤنث ، كقوله تعالى : (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ
أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا)[٣] ، أو مذكر شبه به مؤنث نحو : «إنّها قمر جاريتك» [٤] ، أو فعل بعلامة تأنيث مسند إلى مؤنث ، كقوله تعالى : ـ