فهم الآخر فاعل
يزيد. قال
المصنف : «وظن بعضهم أنّ هذا جائز في غير الشعر ؛ لأن قائله لو
قال يزيدونهم لصح. فيجعل المتّصل وهو الواو فاعلا والمنفصل توكيدا ، وهذا وهم ؛
لأنّ ذلك جمع بين ضميرين متصلين لمسمى واحد أحدهما فاعل والآخر مفعول ، وذلك لا
يكون في غير فعل قلبي» انتهى [٢].
قال
الشيخ : الذي ظنه هذا
الظّان صحيح ، وما ردّ به المصنف فاسد ؛ لأنه اعتقد أنّ الفاعل بيزيد هو المفعول
به ، وليس كذلك ، بل الفاعل بيزيد عائد على قوم. وهم المتصل بيزيد عائد على من سبق
ذكره في الشّعر من الّذين فارقهم. فاختلف مدلول الفاعل والمفعول. انتهى [٣]. ـ
ـ ونسب إلى أمية بن
أبي الصلت وليس في ديوانه. وشاهده واضح من الشرح ، ودهر الدهارير معناه الزمن
الطويل.
وهو في شرح التسهيل (١ / ١٥٦) ، وفي
التذييل والتكميل (٢ / ٢٤٧) ، وفي معجم الشواهد (ص ١٨٣).
[١]البيت
من بحر البسيط ، وقد اختلف في قائله ، فقيل
: زياد بن حمل ، وقيل : زياد بن منقذ ، وهو من قصيدة طويلة في مدح قوم بالكرم
والوفاء والأخلاق ، وهي في شرح ديوان الحماسة (٣ / ١٣٨٩) ، وفي الشعر والشعراء (٢
/ ٧٠١) بعض أبياتها.
وبعد بيت الشاهد قوله :
كم فيهم من فتى حلو شمائله
جمّ الرماد إذا ما أحمد البرم
والبرم : هو الذي يتجنب الناس في الأكل
والشراب لبخله.
ومعنى البيت : أنه لم يخالط أحدا بعد
فراقه هؤلاء الأحباب من قومه ، فيذكر قومه لهم ـ إلا أثنوا عليهم ، وبالغوا في
مدحهم ، فيزيده ذلك تعلقا بأهله حين يعرف أنهم أفضل الناس.
وقد روي الشاهد برواية أخرى وهي :
لم ألق بعدهم حيّا فأخبرهم
إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم
ومعناه : ما عرفت جماعة فانكشف لي سوء
أخلاقهم إلا ازددت تعلقا بقومي لحبهم مكارم الأخلاق.
والشاهد في البيت والتعليق عليه واضح من
الشرح.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٤٦) ، وهو
في شرح التسهيل (١ / ١٥٦) ، وفي التذييل والتكميل (٢ / ٢٤٨).