قلت
: لم يكن المصنف
ليحتاج إلى الاعتذار عن تقدم الكاف على الياء في عليكني ؛ وذلك أن الكلام إنما هو
في ضميرين قد سلط عليهما عامل واحد ، ولا شك أن على وإن عمل في الكاف ـ ليس عاملا
في الياء ، بل لما عمل في الكاف جعل المجموع من الجار والمجرور عاملا في الياء ،
فلا يقال إن الكاف تقدمت على الياء.
وأيضا فإنما
يقال بتقدم واحد من الضميرين على آخر ، حيث يتصور تقدم ذلك الآخر عليه ، وها هنا لا
يتصور تقدم الياء على الكاف ، أعني في عليكني ونحوه.
وأما لفظ عثمان
رضياللهعنه فعنه احترز بقوله : في غير ندور. وهذا الاحتراز ليس بجيد ؛ فإنه لو قدم ضمير المتكلم في
هذا الكلام على ضمير الغيبة ، لانعكس المراد من مقصود المتكلم كما تقدم ، وإنما
الواجب أن كان يؤتى بالضمير الثاني منفصلا ، فيقال : أراهم إياي. فالشذوذ إنما هو
في الإتيان بالضمير متصلا لا في تقدم ضمير الغيبة على ضمير المتكلم.
وأشار المصنف
بقوله : وشذ إلّاك فلا يقاس عليه ـ إلى قول الشاعر :
قال : «فالأكثرون
على أن الاتصال فيه لم يستبح إلا لضرورة ؛ لأنّ حقّ الضّمير بعد إلا الانفصال
اعتبارا بأن إلا غير عاملة ، ومن حكم على إلا بأنها عاملة [٢] لم يعدّ هذا من الضرورات ، بل جعله مراجعة لأصل متروك ،
ويعتذر عن مثل : قاموا إلا إيّاك ، بكون الاستعمال استمر بالانفصال ، والأولى به
الاتصال».
[١]البيت من بحر
البسيط قال عنه صاحب الخزانة (٥ / ٣٨٠) :
«وهذا البيت قلّما خلا منه كتاب نحويّ ،
والله أعلم بقائله».
اللغة : نبالي :
نهتم ونكترث وأكثر استعمالاته في النفي. ديّار : أحد ، وهو من الأسماء المستعملة
في النفي العام ووزنه فيعال وأصله ديوار من الدار.
واستشهدوا به على شذوذ وقوع الضمير
المتصل بعد إلا. وخرجه آخرون على أن الرواية : ألا يجاورنا سواك ، أو ألا يجاورنا
حاشاك ، كما أجاز ابن الأنباري وقوع المنفصل بعد إلا.
اقرأ ذلك كله في مراجع البيت الكثيرة
المذكورة في معجم الشواهد (ص ١٦٤) ، والبيت أيضا في شرح التسهيل (١ / ١٥٢) ، وفي
التذييل والتكميل (٢ / ٢٣٣).
[٢]هم بعض الكوفيين
والمبرد والزجاج من البصريين ذهبوا إلى أن العامل في المستثنى هو إلا ، وذهب
البصريون إلى أن العامل فيه هو الفعل أو معناه بواسطة إلا. انظر المسألة بالتفصيل
في كتاب الإنصاف (١ / ٣٥٨).
نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 529