نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 472
[بقية الحديث عن نيابة بعض الضمائر عن بعض]
قال ابن مالك :
(ولجمع الغائب غير العاقل ما للغائبة أو الغائبات وفعلت ونحوه أولى من فعلن ونحوه
بأكثر جمعه وأقلّه والعاقلات مطلقا بالعكس ، وقد يوقع فعلن موقع فعلوا ؛ طلبا
للتّشاكل كما قد يسوّغ لكلمات أخر غير ما لها من حكم ووزن).
قال ناظر الجيش
: إعطاء [١ / ١٤٤] جمع الغائب غير العاقل ما للغائبة ، كقوله تعالى : (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢)
وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ)[١].
وإعطاؤه ما
للغائبات كقوله تعالى : (فَأَبَيْنَ أَنْ
يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها)[٢] ؛ وقد يعطى ما للمذكر الغائب [٣] كقوله تعالى : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي
الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ)[٤] وتقدم ذلك في كلام المصنف [٥] ، فاستغنى عن إعادته ؛ لكن ذكره هنا أولى.
وأشار بقوله : وفعلت ونحوه إلى آخره ، إلى أن الأكثر في الاستعمال أن يعطى الكثرة
ما للغائبة والقلة ما للغائبات ، كقولهم : الجذوع انكسرت والأجذاع انكسرن ، وكذا
في الضمير غير المرفوع ، وإياه عنى بقوله : ونحوه أي وفعلت أولى من فعلن في
المرفوع ، ونحو فعلت أولى من نحو فعلن في غير المرفوع. نحو : الجذوع كسرتها
والأجذاع كسرتهن [٦] ، قال الله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا
تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[٧].
فمنها عائد على
اثنا عشر ، وفيهن على أربعة أشهر ؛ هذا في غير العاقلات. وأما ـ
[٥] وهو قوله في
المتن السابق : ويأتي ضمير الغائبين كضمير الغائبة كثيرا ... إلخ.
[٦] أي : هذا التعبير
أولى من غيره ، وهو العكس ؛ فليس بالفصيح أن تقول الجذوع كسرتهن ولا الأجذاع
كسرتها. وكذا في الضمير المرفوع : فالجذوع انكسرت أولى من انكسرن ، والأجذاع
بالعكس.