فاكتفى قائل
ذلك بحذف الحركة المقدرة. وهذا مما يقوى به مذهب سيبويه ، وهو أن الفعل المعتل
يقدر فيه الحركات كما يقدر في الاسم المعتل.
ومنع بعضهم
إثبات الألف ، وعلله بأن الألف لا تقبل الحركة فلا يجوز لذلك إجراء ما هي فيه مجرى
الصحيح. وبأن الجازم [٢] إذا حذف الحركة المقدرة فيها ، وجب رجوع الألف إلى
أصلها لفقد الموجب لانقلابها وهو الحركة ، فيقال : لم يخش ؛ فلما لم يقولوا ذلك دل
على أنهم لا يحذفون الحركة المقدرة في الألف.
وقد استدل على
إثبات الألف حال الجزم بقوله تعالى : (لا تَخافُ دَرَكاً
وَلا تَخْشى)[٣] وبقول القائل : «ولا ترضّاها» في البيت المتقدم. وبقول
الآخر :
[١]البيت
من بحر البسيط وهو لأبي عمرو بن العلاء ، وقد احتج به صاحب نزهة الألباء على أن
أبا عمرو اسمه زبان وأن الفرزدق كان قد هجاه ، ثم جاء يعتذر إليه ، فقال له أبو
عمرو هذا البيت (نزهة الألباء ص ٢٤).
اللغة : زبان :
أصله من الزبب وهو كثرة الشعر وطوله وهو أحد ألقاب أبي عمرو أو أحد أسمائه.
ولم تدع :
لم تترك الهجو. ومعناه واضح.
والشاهد في هذه الأبيات الثلاثة :
بقاء حرف العلة في المضارع المجزوم للضرورة وهو في الأول : الألف وفي الثاني :
الياء وفي الثالث : الواو. ومثل ذلك قوله (من الوافر) :
فإنك إن ترى عرصات جمل
بعافية فأنت إذا سعيد
وقول امرئ القيس (من الطويل) وهو في
الأمر : ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي. وبيت الشاهد في شرح التسهيل (١ / ٥٦) ،
وفي التذييل والتكميل (١ / ٢٠٦) ، وفي معجم الشواهد (ص ٢٣٠).
[٣] سورة طه : ٧٧.
وفي نسخة (ب) : لا تخاف ، والاستشهاد على أن لا فيه ناهية فيجب جزمه.
قال ابن خالويه (الحجة في القراءات ص
٢٤٥) : «أجمع القراء على الرفع في : لا تخاف إلا حمزة ؛ فإنه قرأه بالجزم على طريق
النّهي فالحجة لمن رفع أنه جعل لا فيه بمعنى ليس. فإن قيل : فما حجّة حمزة في
إثبات الياء في تخشى وحذفها علم الجزم؟
قيل : له في ذلك وجهان ....» انظر الشرح
وانظر القراءات في كتاب النشر (٢ / ٣٢١).
[٤]البيت
من بحر الطويل من قصيدة قالها عبد يغوث بن وقاص الحارثي ، وكان أسر يوم الكلاب
مطلعها :
ألا لا تلوماني كفى اللّوم ما بيا
فما لكما في اللّوم خير ولا ليا
نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 295