ومن حذفها في
النثر قراءة أبي عمرو [٢] من بعض طرقه :
قالوا ساحران
تظاهرا [٣] ، بتشديد الظاء ، أصله تتظاهران فأدغم أي : قالوا ـ
وناصره ضد أعدائه من
قريش ، دعاه النبي إلى الإسلام ، فامتنع خوفا من أن تعيره قريش فنزل فيه قوله
تعالى : (إِنَّكَ
لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ)[القصص
: ٥٦] وقيل : كان مسلما ولكنه أخفى الإسلام لصالح النبي ، عاش أكثر من ثمانين سنة
حيث ولد سنة ٨٥ قبل الهجرة وتوفي قبلها بثلاث سنين. له ديوان شعر مطبوع. (انظر
ترجمته في الأعلام : ٤ / ٣١٥).
[١]
البيت من بحر الطويل قاله أبو طالب عم النبي صلىاللهعليهوسلم
من قصيدة في الديوان (ص ١٢٧) ، قالها عند ما تحالفت قريش وكتبت صحيفة علقتها في
الكعبة تنص على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب ومحاصرتهم في شعب أبي طالب (انظر
القصيدة أيضا في خزانة الأدب : ٢ / ٥٩).
اللغة :اللاقح :
الحامل من النوق ، الباهل : الناقة التي لا صرار عليها ، والصرار ككتاب ما يشد على
ضرع الناقة لئلا تحلب ولئلا يرضعها ولدها. وأبو طالب يهدد قريشا بقيام حرب تعمهم
جميعا.
وشاهده قوله :
ستحتلبوها حيث حذفت نونه دون ناصب أو جازم وهو نادر.
والبيت ليس في معجم الشواهد ، وهو في
شرح التسهيل (١ / ٥٣) وفي التذييل والتكميل (١ / ١٩٥).
[٢] هو أبو عمرو بن
العلاء بن عمار بن عبد الله المازني ، ولد بمكة سنة (٦٨ ه) ، وهو أحد القراء
السبعة المشهورين ، قرأ القرآن على سعيد بن جبير ومجاهد وروى عن أنس بن مالك
وطائفة ، وكان أعلم الناس بالنحو والقراءات واللغة وأيام العرب والشعر والأدب وكان
من أشراف العرب ووجهائها وقد مدحه الفرزدق ، وقال سفيان بن عيينة : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم
في النوم ، فقلت : يا رسول الله قد اختلفت عليّ القراءات فبقراءة من تأمرني؟ فقال
: «بقراءة أبي عمرو بن العلاء». زهد في الدنيا وكتب على خاتمه :
وإنّ امرأ دنياه أكبر همّه
لمستمسك منها بحبل غرور
امتد به العمر حتى مات بالكوفة سنة (١٥٩
ه).
انظر ترجمته في بغية الوعاة (٢ / ٢٣١) ،
معجم الأدباء (١١ / ١٥٦) ، غاية النهاية (١ / ٢٨٨) ، نزهة الألباء (ص ٢٤).
[٣]سورة القصص : ٤٨
، قال أبو حيان (البحر المحيط : ٧ / ١٢٤): «قرأ الجمهور : (ساحران) ، وفسر بموسى ومحمد
صلىاللهعليهوسلم
وقرأ عبد الله وزيد بن علي والكوفيون : سحران وفسر بالتوراة والفرقان».
وقال : «تظاهرا : تعاونا. قرأ الجمهور (تظهرا
:) فعلا ماضيا على وزن تفاعل ، وقرأ طلحة والأعمش : اظاهرا بهمزة وصل وشد الظاء
وأصله تظاهرا فأدغم التاء في الظاء فاجتلبت همزة الوصل لأجل سكون التاء المدغمة
وقرأ محبوب عن الحسن ، وأبو خلاد عن اليزيدي : تظاهرا بالتاء وتشديد الظاء قال :
قال ابن خالويه : وتشديده لحن لأنه فعل ماض وإنما يشدد في المضارع فقط.
وقال : وله تخريج في اللسان : ذلك أنه
مضارع حذفت منه النون وقد جاء حذفها في قليل من الكلام
نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 284