الخليل في كتابه (الجمل) [١] عما ورد في المنظومة أو الكتاب ، وقليلا جدا ما كان
يستخدم الخليل (النصب) في حالة البناء ، فقد تمّ في المنظومة ونقله عنه سيبويه ،
ففي المنظومة [٢] عند ما يصف حركة نون المثنى ونون الجمع ، وصف نون الجمع
بأنها في حالة (نصب) مع أن كسرتها كسرة بناء ، كذلك في كتاب سيبويه استخدم النصب
ويقصد فتحة البناء وهذا قليل جدا [٣] وكذلك في كتابه (الجمل) عند ما قال [٤] : «والنصب على البنية ، ما كان بناء بنته العرب ، مما
لا يزول إلى غيره مثل : الفعل الماضي ومثل حروف إن وليت ولعل ، وسوف ، وأين وما
أشبهه» ، وهذه حالة ذكر فيها النصب وقصد البناء يقابلها خمسون حالة ذكر فيها النصب
في حالة الإعراب ، وهي كل حالات النصب الواردة في الجمل ، ومن ناحية أخرى فإن
الخليل كان يستخدم الفتح في حالة البناء [٥].
الجزم :
استخدم الخليل
مصطلح (الجزم) في منظومته بمعنى الوقف أو السكون سواء أكان الفعل في حالة البناء
أم كان في حالة الإعراب ، ففي حالة البناء يقول عن فعل التعجب [٦] :
لا تفصلن بين
التعجب واسمه
فيعيبه يوما
عليك معيّب
وتقول أظرف
بالفتى أحسن به
أكرم بأحمد
إنه لمهذّب
فجزمته لما
أتيت بلفظه
بالأمر
والمعنى لما يتعجّب
[١] ص ٣٣ حيث يقول :
وإنما بدأنا بالنصب لأنه أكثر الإعراب طرقا ووجوها.