واستمر المؤلف
في ذكر قصيدة الخليل حتى البيت رقم ٢٦ الذي يقول فيه :
فإذا نطقت
فلا تكن لحّانة
فيظل يسخر من
كلامك معرب
ثم قال بعد هذا
البيت مباشرة [١] عن قصيدة الخليل النحوية : «وهي أطول من هذا ، يقول في
آخرها :
النحو بحر
ليس يدرك قعره
وعر السبيل
عيونه لا تنضب
فاستغن أنت
ببعضه عن بعضه
وصن الذي
علمت لا يتشعّب
واستمر في ذكر
ما جاء عن الخليل من أشعار أخرى مثل قوله :
يا ويح قلبي
من داعي الهوى
إذ رحل
الجيران عند الغروب
اتبعتهم طرفي
وقد أزمعوا
ودمع عيني
كفيض الغروب
بانوا وفيهم
طفلة حرّة
تفتّر مثل
أقاحي الغروب
ولعل ذكر
منظومة الخليل النحوية ضمن أشعاره في المؤلفات المختلفة دليل على ما سبق وقلناه من
أن ذلك كان سببا في عدم ظهور وكشف هذه المنظومة الشعرية للخليل ، وأيضا فإن النص
الوارد في كتاب (إتحاف الأعيان) دليل آخر على صحة نسبة هذه القصيدة إلى الخليل بن
أحمد.