ثالثا
ـ لم أجد أحدا من
النسّاخ أو من غير النسّاخ يشكك في صحة نسبة هذه المنظومة إلى الخليل بن أحمد إلا
ما ورد على لسان الدكتور إبراهيم السامرائي عند ما كان يتكلم عن المصطلحات النحوية
في كتابه «المدارس النحوية» ، وتوقف أمام مصطلح النسق. نجده يقول [١] : «النسق من مصطلحات الخليل ، فقد جاء في «مقدمة في
النحو» [٢] أن للخليل قصيدة في النحو ، جاء فيها بيتان يتحدث فيهما
عن النسق وحروفه مستعملا كلمة النسق ، وهما :
وإذا صحّت هذه
الأبيات ـ ولا أراها تصح ـ فالذي يعنينا أن النسق قديم ، وقد التزم به الكوفيون
كما استعمله البصريون ليفرقوا في (باب العطف) بين عطف البيان وعطف النسق».
ولست أدرى فيما
إذا كان المقصود بصحة الأبيات عند السامرائي صحة دلالتها على القضية المستشهد لها؟
ام يكون المقصود منها ان نسبتها جاءت على سبيل حذف المضاف من كلام الدكتور
السامرائي ، مع ملاحظة أنه كان من الأفضل ألا يترك هذا الأمر غامضا بحذف المضاف
لما يترتب عليه من أحكام.
[١] في كتابه «المدارس
النحوية» أسطورة وواقع ، عمّان الطبعة الأولى ١٩٨٧ م ص ١٣٥ ، ١٣٦.