نام کتاب : الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة نویسنده : عبد العزيز علي سفر جلد : 1 صفحه : 71
واستدلاله على ذكوريتها بقوله : «ولو كن مؤنثات لدخل فيهن الهاء كما دخلت
في قديديمة ووريئة» [١] ويفهم من هذا القول تخصيصه «وراء وقدّام» بالتأنيث دون
بقية الظروف. قال الزجاج : إلا «قدّام» و «وراء» ، فإنهما مؤنثتان العرب تقول «قديديمة»
في تصغير «قدّام» قال الشاعر :
فإذا سميت رجلا
«قدّام» أو «وراء» لم تصرفه ، لأنه مذكر سميته بمؤنث على أكثر من ثلاثة أحرف [٣]. وجاء في المخصص «وأما قدام ووراء فسواء جعلتهما اسمين
لكلمتين أو لحرفين فإنهما لا ينصرفان لأنهما مؤنثان في أنفسهما وهما على أكثر من
ثلاثة أحرف فإن جعلناهما اسمين لمذكرين أو مؤنثين لم ينصرفا صارا بمنزلة عناق
وعقرب إن سمينا بهما رجلين أو امرأتين لم ينصرفا. هذا القول لجميع النحويين في
الظروف ، فأما أبو حاتم فقال : الظروف كلها مذكرة إلّا قدام ووراء بالدليل الذي
قدمنا من التصغير ، قال : وزعم بعض من لا أثق به أن «أمام» مؤنثة» [٤] فالظروف كلها مذكرة ما عدا «قدّام ووراء» بدليل إلحاق
تاء التأنيث بهما عند الصغير وفي النص السابق رد على من ذهب إلى تأنيث «أمام» لأنه
كما قال أبو حاتم ممن لا يوثق بهم وبلغتهم ، وتأييد لرأي سيبويه القائل بتذكير
أمام «وأما أمام فكل العرب تذكره أخبرنا بذلك يونس» [٥].