نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 375
ذكر المسائل المبنية
مما لا يجوز التصرّف فيه
تقول في مثل «أترجّة»
[١] ، إذا بنيته من الهمزة : «أءوءة». والأصل «أوأؤأة» ، فاجتمعت خمس همزات ،
فقلبت الثانية واوا لسكونها وانضمام ما قبلها ، فحجزت بين الأولى والثالثة ، وقلبت
الرابعة أيضا واوا لسكونها وانضمام ما قبلها ، فحجزت بين الثالثة والخامسة. فإن
خفّفت الهمزة الثالثة قلت «أووءة» ، ألقيت حركتها على الساكن قبلها وحذفتها.
فإن قيل :
فهلّا أبدلت الهمزتين واوين ، وأدغمت الواوين اللتين قبلهما فيهما كما تقول في «مقروءة»
: «مقروّة» ، فكنت تقول فيها «أوّوّة»؟.
فالجواب : أنّ
الواو في «مقروءة» إنما زيدت للمدّ ، وليست منقلبة عن حرف أصليّ ولا غير أصليّ ،
فلا يمكن تحريكها لئلّا تخرج من المدّ الذي جيء بها من أجله ، والواوان في «أوءوءة»
لم تزادا للمدّ ، بل هما بدل من حرفين أصليّين وهما الهمزتان ، فاحتملتا الحركة
لذلك ، ولم تجريا مجرى ما زيد للمدّ ، كما تحرّكت الواو في «هذا أومّ منك» ، ولم
تقل «هذا آمّ منك» فتجري مجرى ألف «فاعل» ، بل حملت الحركة لأنها بدل من حرف
أصليّ.
وتقول في مثل «محمرّ»
من الواو : «موّو». وأصله «موووو» ، فأدغمت الواو الأولى في الثانية ، وقلبت
الرابعة ياء لتطرّفها وانكسار ما قبلها فصار «موّويا».
فإن قال قائل :
فهلّا قلبت الواو الثالثة ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها؟.
فالجواب : أنّ
الذي منع من ذلك ما تقدّم ذكره في التصريف ، من أنّ حرف العلّة إذا كان لاما ثم
ضعف فإنّ اللّام الأولى تجري مجرى العين ، والثانية مجرى اللّام ، فكما أنّ العين
إذا كانت معتلّة ، واللّام كذلك ، جرت العين مجرى الحرف الصحيح فلم تعتلّ فكذلك
اللّام الأولى. ومن كره اجتماع ثلاث واوات أبدل الواو الثالثة ياء ، لأنها أقرب
[١] الأترجة : ثمر
شجرة معروف. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (ترج).
نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 375