نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 359
مسائل من الصحيح
فإذا قيل لك :
ابن من «الضّرب» مثل «درهم» قلت : «ضربب». فتجعل الأصل في مقابلة الأصل ، فإذا
فنيت أصول «الضرب» كرّرت اللّام. وكذلك إن قيل لك : ابن منه مثل «فلفل» قلت «ضربب».
ومثال «فطحل» [١] : «ضربّ» فتدغم الباء الأولى في الثانية لسكونها. ولا
تدغم في شيء ممّا تقدّم ، لأنك لو أدغمت لاحتجت إلى تسكين الأوّل فيتغيّر البناء
عمّا ألحق به. وهذا مقيس ، لأنه قد كثر وجوده في كلامهم.
فإذا قيل لك :
ابن من «الضّرب» مثل «جعفر» بالياء أو بالواو ، قلت : «ضيرب» و «ضورب». ولا يجوز
إلحاق مثل هذا بكلام العرب ، لقلّة مثل «صيرف» و «كوثر» في كلامهم ، وإنما تبني من
ذلك ما تبنيه لتري حكمه كان يكون ، لو جاء.
وكذلك لو قيل
لك : ابن من «الضّرب» مثل «سفرجل» قلت : «ضربّب» ، على نحو ما ذكرت لك إلّا أنّ
هذا لا يجوز إلحاقه بكلام العرب ، لأنه لم يجىء في كلامهم نظيره ، أعني : خماسيا
لا ماته الثلاثة من جنس واحد ، وإنما بنيته لتبيّن وجه الصّيغة فيه.
وينبغي أن تعلم
أنه لا يتعذّر بناء شيء من الصحيح ، إلّا أن يؤدّي ذلك إلى وقوع نون ساكنة قبل راء
أو لام ، فإنّ ذلك لا يجوز ، نحو بنائك من «الضّرب» أو «الجلوس» مثل «عنسل» [٢] ، فإنه يجب أن تقوّل «جنلس» أو «ضنرب». وذلك ليس من
كلامهم ، أعني : وقوع النون ساكنة قبل الراء أو اللّام ، في كلمة واحدة. والسبب في
أن لم يوجد في كلامهم أنّه إذا وجد لم يخل من أن يدغم أو لا يدغم. فالإدغام يفضي
إلى اللّبس ، بأن يكون من قبيل إدغام المثلين والفكّ يفضي إلى الاستثقال : لأنّ
النون كثيرة الشّبه بالراء واللّام ، فيصعب إظهارها.
أو يؤدّي إلى
وقوع النون الثالثة الساكنة الزائدة التي بعدها حرفان مدغمة من نون تليها ، أو
مقرونة بحرف حلق من بعدها. والسبب في ذلك أنّ النون إذا كانت على ما
[١] الفطحل : الضخم
الممتلئ الجسم. انظر القاموس المحيط للفيروز آبادي ، مادة (فطحل).
[٢] العنسل : الناقة
السريعة. انظر الصحاح للجوهري ، مادة (عنسل).
نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 359