نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 230
فأما «فعل» فلم
تحذف الواو منه لخفّة الفتحة. وأما «فعلة» فحذفت الواو منه لثقل الكسرة في الواو ،
مع أنه مصدر لفعل قد حذفت منه الواو ، فقالوا في «وعدة» : «عدة» فألقوا كسرة الواو
على ما بعدها ، وحذفوها.
فإن قيل :
وهلّا حذفوا الواو بكسرتها؟.
فالجواب : أنهم
لو فعلوا ذلك لاحتاجوا إلى تكلّف وصل ، لأنّ ما بعد الواو ساكن. ولزمت التاء لأنها
جعلت كالعوض من الواو.
فإن ولأيّ شيء
التزم في المصدر هذان البناءان ، وقد كان الصحيح يجيء على ذلك من الأبنية؟.
فالجواب : أنهم
التزموهما لخفّتهما ، ألا ترى أنّ «فعلا» على ثلاثة أحرف ، وهو أخفّ أبنية الأسماء
الثلاثيّة ، وأكثرها وجودا. وأما «فعلة» ؛ فلأنه يؤدّي إلى حذف الواو ، وهو حرف
مستثقل ، كما أنهم التزموا في المضارع «يفعل» بكسر العين ، لأنه يؤدّي إلى
التخفيف. ولو جاء على غير ذلك ، من الأوزان التي يجيء عليها مصدر الفعل الثلاثيّ
الصحيح ، لم يكن في خفة ذلك.
وإن وقعت الواو
فاء في فعل على وزن «فعل» بكسر العين فإنّ مضارعه يجيء على قياسه من الصحيح ، وهو «يفعل»
، ولا تحذف الواو لأنها لم تقع بين ياء وكسرة ، نحو «وجل يوجل».
فإن قيل :
فلأيّ شيء لم يجيئوا بمضارعه على «يفعل» بكسر العين ، فيكون ذلك سببا للتخفيف بحذف
الواو؟.
فالجواب : أنهم
لو فعلوا ذلك لخرجوا عن قياس مضارع «فعل» ؛ ألا ترى أنه لا يجيء على «يفعل» إلّا
شاذّا ، نحو «حسب يحسب». وليس كذلك «فعل» ، لأنّ «يفعل» مقيس فيه.
ومن العرب من
يقلب هذه الواو طلبا للتخفيف ، فيقول «ياجل» و «ياحل» [١]. وأيضا فإنه أراد أن يغيّر الواو في مضارع «فعل» ، كما
غيّرها في مضارع «فعل» ، فأبدل منها أخفّ حروف العلّة ، وهو الألف.
[١] ياحل : مضارع
وحل. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (حلل).
نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 230