نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 167
ما ألحق به من الثلاثيّ بين أصلين ، لئلا يخالف الملحق ما ألحق به. ولا
يمكن جعل النون في «اسحنكك» و «اقعنسس» وأشباههما بين أصلين ، إلّا بأن يكون
الأوّل من المثلين هو الأصل ، والثاني هو الزائد. وإذا ثبت في هذا الموضع أنّ
الزائد من المثلين هو الثاني حملت سائر المواضع عليه.
وهذا الذي
استدلّ به لا حجّة فيه ، لأنه لا يلزم أن يوافق الملحق ما ألحق به في أكثر من
موافقته له في الحركات والسّكنات وعدد الحروف ؛ ألا ترى أنّ النّون في «افعنلل» من
الرباعيّ بعدها حرفان أصلان ، وليس بعدها فيما ألحق به من الثلاثيّ إلّا حرفان ،
أحدهما أصليّ ، والآخر زائد. فكما خالف الملحق الملحق به ، في هذا القدر ، فكذلك
يجوز أن يخالفه في كون النون في الملحق به واقعة بين أصلين ، وفي الملحق به واقعة
بين أصلين ، وفي الملحق واقعة بين أصل وزائد.
والصحيح عندي
ما ذهب إليه الخليل ، من أنّ الزائد منهما هو الأوّل ، بدليلين :
أحدهما : أنهم
لمّا صغّروا «صمحمح» قالوا «صميمح» ، فحذفوا الحاء الأولى. ولو كانت الأولى هي
الأصليّة والثانية هي الزائدة لوجب حذف الثانية ، لأنه لا يحذف في التصغير الأصل ،
ويبقى الزائد.
فإن قال قائل :
فلعلّ الذي منع من حذف الحاء الأخيرة ، وإن كانت هي الزائدة ، ما ذكره الزّجّاج ،
من أنك لو فعلت ذلك لقلت «صميحم» ، ويكون تقديره من الفعل «فعيلع» ، وذلك بناء
موجود؟.
فالجواب : أنّ
هذا القدر ليس بمسوّغ حذف الأصليّ وترك الزائد ، لأنّ البناء الذي يؤدّي إليه
التّصغير عارض لا يعتدّ به ، بدليل أنك تقول في تصغير «افتقار» : «فتيقير» ، فتحذف
همزة الوصل ، وتصير كأنك صغّرت «فتقارا» ، و «فتعال» ليس من أبنية كلامهم. فكذلك
كان ينبغي أن يقال «صميحم» ، وإن أدّى إلى بناء غير موجود.
والآخر أنّ
العين إذا تضعّفت ، وفصل بينهما حرف ، فإنّ ذلك الفاصل أبدا لا يكون إلّا زائدا
نحو «عثوثل» [١] و «عقنقل» [٢] ؛ ألا ترى أنّ الواو والنون الفاصلتين بين العينين
زائدتان. فإذا ثبت ذلك تبيّن أنّ الزائد من الحاءين في «صمحمح» هي الأولى ، لأنها
[١] العثوثل : الشيخ
الثقيل ، وفي اللسان : الكثير اللحم الرخو ، مادة (عثل).
[٢] العقنقل : الكثيب
العظيم من الرمل ، الصحاح للجوهري ، مادة (عقنقل).
نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 167