نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 115
إلى بقاء الكلمة على أقلّ من ثلاثة أحرف ، نحو «ردّ» ، إذ لا بدّ من فاء
وعين ولام. وسنفرد لذلك بابا ، عقب الفراغ من حروف الزيادة ، وسنبيّن فيه أيّ
الحرفين هو الزائد. فإن في ذلك خلافا.
ولا يزاد حرف
من هذه الحروف إلّا :
للإلحاق : نحو
واو «كوثر».
أو لمعنى : نحو
حروف المضارعة.
أو للإمكان :
نحو همزة الوصل ، فإنهما زيدت ليتوصّل بها إلى النطق بالساكن ، ونحو الهاء المزيدة
، فيما كان من الأفعال على حرف واحد ، في الوقف ، نحو «فه» و «عه». فإنه لا يمكن
النّطق بحرف واحد ، إذ لا أقلّ من حرف يبتدأ به ، وحرف يوقف عليه.
أو لبيان
الحركة ، في نحو : (سُلْطانِيَهْ) [الحاقة : ٢٩].
أو للمدّ : نحو
«كتاب» و «عجوز» و «قضيب». وإنما زيدت هذه الحروف ، ليزول معها قلق اللسان
بالحركات المجتمعة ، أو ليزول معها اجتماع الأمثال في نحو «شديد». ومما يدلّ على
أنهم قد يزيدون الحرف ، للفصل بين المثلين ، قولهم في جمع قردد «قراديد» في فصيح
الكلام. ولا تفعل العرب ذلك فيما ليس في آخره مثلان ، إلّا في الضرورة ، نحو قوله
:
أو للعوض : نحو
تاء التأنيث في «زنادقة» فإنها عوض من ياء «زناديق».
أو لتكثير
الكلمة : نحو ألف : «قبعثرى» [٢] ونون «كنهبل» [٣] ، لأنه لا يمكن فيها الإلحاق ، إذ ليس لهما من الأصول
نظير يلحقان به. وإذا أمكن أن تجعل الزيادة لفائدة كان أولى من حملها على التكثير
، إذ لا فائدة في ذلك. فلذلك جعلنا الحرف الزائد في كلمة لها نظير ، قد قابل الحرف
الزائد منها حرف أصليّ من ذلك النظير ، للإلحاق ، إلّا أن يمنع من ذلك مانع.
[١]البيت من البحر
البسيط ، وهو للفرزدق ، في التشبيهات لابن أبي عون ص ١٥ ، وديوان المتنبي ٢ / ٢٤٠
، ولسان العرب ، مادة (صرف).
[٢] القبعثرى : الجمل
الضخم العظيم ، لسان العرب ، مادة (قبعثر).
[٣] الكنهبل : نوع من
الأشجار العظيمة ، الصحاح للجوهري ، مادة (كهبل).
نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 115