نام کتاب : المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة نویسنده : خالدية محمود البيّاع جلد : 1 صفحه : 3
المقدّمة
يظنّ البعض أنّ
التأليف في قواعد اللغة العربية أمر هيّن يسير ؛ ويعود ظنّهم هذا إلى أن أصول
العربيّة راسخة ثابتة في كتب القدماء ، وأنّ قواعدها نهائية مطلقة موضوعة بتفصيل
وشروحات لا مزيد عليها ، وأن المصنّفات اللغوية الكثيرة لم تترك شيئا يخصّ اللغة
العربيّة ، ويتعلق بها من قريب أو بعيد ، إلّا وأفاضت فيه شرحا ، وتوضيحا ،
وتمثيلا ، وتطبيقا ، وتقعيدا. فما على المؤلّف المعاصر ، وفق ما يرون ، إلّا أن
يعود إلى هذه المصنّفات الرّائدة ، فيغترف منها المباحث اللغوية ، ويعمل فيها بعض
التلخيص ، ويخرجها في حلّة قشيبة تناسب عصرنا ، ثمّ يودعها دفتي كتاب تقتصر فضيلته
فيه على هذا الإجراء الشكلي من الإخراج والتلخيص فلا يتعدّاهما.
ولكنّ أمر
التأليف في القواعد في عصرنا الحالي لا يتمّ بالسهولة واليسر كما يظنون ، وخاصة
إذا كان هذا التأليف موجّها للمبتدئين من التلاميذ الذين ينشأون على لهجات عاميّة
بعيدة كلّ البعد عن لغة فصحى عريقة ، تضافرت جهود الأجيال على رفع بنيانها ، وجهدت
عبقريات الأجداد في وضع أصولها وقواعدها وأنظمتها ؛ وكان على هؤلاء التلاميذ ، وهم
على ما هم عليه من نقص في الخبرة والتجربة ، وصغر في السنّ ، وضيق في المدارك ، أن
يفقهوها بكليّاتها وجزئياتها ، ويتقنوها بحركاتها وسكناتها ، قراءة وكتابة ونطقا.
فإذا كانت
القواعد والأصول واحدة لا خلاف جوهريا حولها ، وإذا كان المؤلّف لا يملك أن يجدّد
فيها أو أن يغيّر ويبدّل في أسسها ، فإن إيصال هذه القواعد والأصول إلى أذهان هؤلاء
الدارسين على اختلاف مراحلهم الدراسية هو الميدان الفسيح الذي يتبارى فيه المؤلفون
في القواعد ،
نام کتاب : المرشد إلى قواعد اللغة العربيّة نویسنده : خالدية محمود البيّاع جلد : 1 صفحه : 3