نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 99
الفصل الثاني :
الاحتجاج بالحديث والاستشهاد به
لقد كان من
المنهج الحق بالبداهة أن يتقدم الحديث النبوي سائر كلام العرب ، من نثر وشعر ، في
باب الاحتجاج في اللغة والنحو ، إذ لا تعهد العربية في تاريخها بعد «القرآن الكريم»
بيانا أبلغ من الكلام النبوي ، ولا أروع تأثيرا ، ولا أفعل في النفس ، ولا أصح
لفظا ، ولا أقوم معنى منه ، ولكن ذلك لم يقع كما ينبغي ، لانصراف اللغويين
والنحويين المتقدمين إلى ثقافة ما يزوّدهم به رواة الأشعار خاصة ، انصرافا استغرق
جهودهم ، فلم يبق فيهم لرواية الحديث ودراسته بقية.
والدقة في
البحث العلمي تملي علينا حين نريد الخوض في ظاهرة الاحتجاج بالحديث النبوي أن نجعل
رأي اللغويين على حدة ، ونتكلم عليه على انفراد ، كما نتكلم عن رأي النحويين ـ قديمهم
وحديثهم ـ في هذه الظاهرة على انفراد أيضا ، لأن اللغويين لا يوجد فيهم من منع
الاستشهاد بالحديث في اللغة [١].
الاستشهاد بالحديث عند اللغويين :
قال الشيخ «أحمد
الإسكندري» : «مضت ثمانية قرون والعلماء من أول أبي الأسود الدؤلي إلى ابن مالك لا
يحتجون بلفظ الحديث في اللغة إلا الأحاديث المتواترة ، وقد اختلف في عددها ، فقيل
: ثلاثة ، وقيل : خمسة ، إلى ستة عشر ...» [٢].
[١] نبهت على هذا
لأنني رأيت الكثير ممن كتب في هذه الظاهرة لا يميّز بين اللغويين والنحويين ،
فيستدل برأي اللغويين على النحويين ، وبالعكس ، علما أن بينهما اتفاقا من وجه ،
وافتراقا من وجوه ، فلا يصح الجمع.