نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 86
قال أبو بكر :
يقال : سمعت جرس الطير ، إذا سمعت صوت منقاره على شيء يأكله ، وسميت النحل جوارس
من هذا ، لأنها تجرس الشجر ، أي : تأكل منه ، والجرس الصوت الخفي ، واشتقاق الجرس
من الصوت والحس [١].
وروي عن «جابر
بن عبد الله» ، قال قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إذا أرفت الحدود فلا شفعة» فقال لي «الطبري» :
سمعت أبا محمد الباقي يقول :
ذكر لنا أبو
القاسم الداركي ـ شيخ الشافعية ـ هذا الحديث في تدريسه في كتاب الشفعة ، فقال :
إذا أزفت الحدود ، فسألت «ابن جني» النحوي عن هذه الكلمة ، فلم يعرفها ، ولا وقف
على صحتها. فسألت «المعافى بن زكريا» عن الحديث ، وذكرت له طرفه ، فلم أستتم المسألة
حتى قال : إذا أرفت الحدود ، والأرف : المعالم ، يريد إذا بينت الحدود ، وعينت
المعالم ، وميزت ، فلا شفعة [٢].
وقال «السخاوي»
: سئل «أحمد» عن حرف فقال : اسألوا عنه أصحاب الغريب فإني أكره أن أتكلم في قول
النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالظن [٣].
وعن «ابن راهويه»
[٤] أنه كان إذا شك في الكلمة يقول : أهاهنا فلان ، كيف هذه الكلمة؟ وسمع «سعيد
بن شيبان» ـ وكان عالما بالعربية ـ «ابن عيينة» ، وهو يقول : «تعلق من ثمار الجنة»
بفتح اللام ، فقال له : «تعلق» يعني : بضمها ، من علق ، يعني : بفتح اللام ، فرجع «ابن
عيينة» إليه [٥].
[٣] وهذا لا يدل على
عدم خبرته في اللغة ، ولكنه يريد أن يعطينا درسا في التثبت والضبط. ففي «المنهج
الأحمد في تراجم أصحاب أحمد» ١ : ٥ : قال «المروزي» : كان «أبو عبد الله» لا يلحن
في الكلام ، ولمّا نوظر بين يدي الخليفة كان يقول : كيف أقول ما لم يقل؟! ولم يلحن
في كلمة في تلك الثلاثة الأيام التي نوظر فيها. وقال «أحمد» : كتبت من العربية
أكثر ممّا كتب «أبو عمرو بن العلاء» ، وكان يسأل عن ألفاظ من اللغة تتعلّق
بالتفسير والأخبار فيجيب عن ذلك بأوضح جواب ، وأفصح عبارة.
[٤] تضبط «راهويه»
براء ، وهاء وواو مفتوحتين ، وسكون ياء ، وكسر هاء ثانية ، على الأشهر. ويقال :
بضم هاء وفتح تحتيه. «المغني» ١٠٨.