نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 37
قال : وإذا لم
يتجه الإعراب فسد المعنى ؛ فإنّ اللحن يغيّر المعنى واللفظ ، ويقلبه عن المراد به
إلى ضده ، حتى يفهم السامع خلاف المقصود منه.
وقد روي أن
أعرابيا سمع قارئا يقرأ : «أن الله برىء من المشركين ورسوله» [١] بجر «رسوله» فتوهم عطفه على «المشركين» ، فقال ، أو
برىء الله من رسوله؟ فبلغ ذلك «عمر بن الخطاب» ـ لعنة الله عليه ـ فأمر ألّا يقرأ
القرآن إلا من يحسن العربية. على أن «الحسن» قد قرأها بالجرّ على القسم.
وقد ذهب على
الأعرابي فهم ذلك لخفائه.
وسمع أعرابي
رجلا يقول : (أشهد أن محمدا رسول الله) ، بفتح «رسول» فتوهم أنه نصبه على النعت ،
فقال : يفعل ما ذا؟
وقال رجل لآخر
: ما شانك؟ بالنصب ، فظن أنه يسأل عن شين به ، فقال : عظم في وجهي.
وقال رجل
لأعرابي : كيف أهلك؟ [٢] بكسر اللام ، وهو يريد السؤال عن أهله ، فتوهّم أنه
يسأل عن كيفية هلاك نفسه ، فقال : صلبا.
[١] التوبة : ٣ ، قال
«الألوسي» ـ ١٢٧٠ ه : قرأ «الحسن» و «ابن أبي إسحاق» و «عيسى بن عمرو» : «ورسوله»
بالنصب ، وعليها فالعطف على اسم «أنّ» وهو الظاهر ، وجوّز أن تكون الواو بمعنى «مع»
، ونصب «رسوله» على أنه مفعول معه ، أي : برىء معه منهم. وعن «الحسن» أنه قرأ
بالجر ، على أن الواو للقسم ، وهي كالقسم بعمره ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ في قوله ـ سبحانه ـ : «لعمرك».
وقيل : يجوز كون الجر على الجوار ، وليس
بشيء ، وهذه القراءة لعمري موهمة جدا ، وهي في غاية الشذوذ ، والظاهر أنها لم تصح»
ثم ذكر «الألوسي» قصة الأعرابي المذكورة ، ثم قال : فعندها أمر «عمر» بتعليم
العربية ، ونقل أنّ «أبا الأسود الدؤلي» سمع ذلك فرفع الأمر إلى «علي» ـ كرم الله
وجهه ـ فكان ذلك سبب وضع النحو. والله أعلم. أه «روح المعاني» ١٠ : ٤٧. قال «أبو
حيان» ـ ٧٥٤ ه : وقرىء : «ورسوله» بالجر شاذا ، ورويت عن «الحسن». «البحر المحيط»
٥ : ٦
[٢] في العبارة لحن ،
وصوابها كيف أهلك)؟ وتعرب «كيف» هنا : اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم ، و «أهل»
: مبتدأ مؤخر مرفوع ، وهو مضاف ، و «الكاف» : ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 37