مسألة (٨٢)
في العطف على ضمير الجر بغير إعادة الخافض [١]
مذهب البصريين : لا يجوز العطف على ضمير الجر بغير إعادة الخافض ، سواء أكان حرفا أم إضافة.
ومن أدلتهم قوله تعالى : (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ)[٢] ، (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)[٣] ، (قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ)[٤] ، (نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ)[٥].
ولهم حجتان : إحداهما : أن ضمير الجر شبيه بالتنوين ، ومعاقب له ، فلم يجز العطف عليه ، كما لا يعطف على التنوين.
الثانية : أن حق المعطوف والمعطوف عليه أن يصح حلول كل واحد منهما محل الآخر.
وضمير الجر لا يصح حلوله محل ما يعطف عليه ، فمنع العطف عليه إلا بإعادة حرف الجر.
ومذهب الكوفيين : لا يجب عود الجار في العطف على ضمير الجر ؛ لورود ذلك في الفصيح بغير عود ، فتقول : (مررت بك وزيد) ، و (جئت إليك وعمرو).
وتبع الكوفيين يونس وقطرب والأخفش.
[١] موارد المسألة : «شرح الشاطبي» عند قوله وعود خافض لدى عطف على ...) و «شواهد التوضيح» ٥٣ ، و «فتح الباري» ٤ : ٤٤٧ ، و «همع الهوامع» ٢ : ١٣٩ ، و «النحو الوافي» ٣ : ٦٣٣.
[٢] فصلت : ١١.
[٣] المؤمنون : ٢٢.
[٤] الأنعام : ٦٤.
[٥] البقرة : ١٣٣.