تأتي «أو»
بمعنى «الواو» على قلة ، ولكن بشرط ألا يقع في الكلام لبس باستعمالها في معنى «الواو»
فيتوهم في أنها ليست بمعنى «الواو» بل بمعنى آخر من المعاني الثابتة لها ، فلا بد
من تعيين ذلك فيها. وبهذا القيد ثبتت في السماع فلا بد من اعتباره في القياس.
فمما يتعين
لذلك عند بعض ما في الحديث من قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «اهدأ فما عليك إلا نبيّ ، أو صدّيق ، أو شهيد» [٢]
وقول «ابن عباس»
ـ رضياللهعنه ـ : «كل ما شئت والبس ما شئت ما خطئتك اثنتان : سرف أو
مخيلة» [٣]
فقوله : «ما
خطئتك ...» أي : مدة عدم إصابة الخصلتين إيّاك ، وهما الإسراف والتكبر ، يقال :
اختال الرجل ، وبه خيلاء ، وهو الكبر والإعجاب.
[١] موارد المسألة : «شرح الشاطبي» ، و «همع الهوامع» (عطف النسق) وانظر «إعراب
الحديث للعكبري» : ٣٢ ، و «شواهد التوضيح والتصحيح» : ١١٢ ، وانظر «دراسات لأسلوب
القرآن الكريم» (القسم الأول ١ : ٥٧٨).
[٢] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب فضائل أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ باب مناقب عمر بن الخطاب ـ رضياللهعنه
ـ ٤ : ٢٠٠.
و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب فضائل
الصحابة ـ باب من فضائل طلحة والزبير رضياللهعنهما)
٧ : ١٢٨.
و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب
المناقب ـ باب مناقب أبي حفص عمر بن الخطاب رضياللهعنه)
، و (باب مناقب عثمان بن عفان رضياللهعنه)
٥ : ٢٨٧ ، ٢٨٨.
و «ابن ماجه» في مقدمة «سننه» ١ : ٤٨.
و «أحمد» في «مسنده» ٢ : ٤١٩ ، وانظر «صفة
الصفوة» ١ : ٢٩٩ ، و «بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني» ٢٢ : ١٨٦.
حصل ذلك لجبل أحد ، وحصل مثله أيضا لجبل
حراء.
[٣] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب اللباس ـ باب قول الله تعالى : (قُلْ
مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ))
معلقا عن «ابن عباس» ٧ : ٣٣.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 258