وللحموي
والمستملي «ثماني» بياء مفتوحة من غير تنوين ويروي «أو ثمانيا» للكشميهني.
قال «ابن مالك»
: الأجود أن يقال : سبع غزوات أو ثمانيا ، بالتنوين. لأن لفظ ثمان ، وإن كان كلفظ
جوار في أن ثالث حروفه ألف بعدها حرفان ثانيهما ياء ، فهو يخالفه في أن جواري جمع
، وثمانيا ليس بجمع. واللفظ بهما في الرفع والجر سواء ، ولكن تنوين ثمان تنوين صرف
كتنوين يمان. وتنوين جوار تنوين عوض كتنوين أعمّ.
وإنما يفترق
لفظ ثمان ، ولفظ جوار في النصب. فإنك تقول : رأيت جواري ثمانيا ، فتترك تنوين جوار
، لأنه غير منصرف.
[١] جاء في «فتح
الباري» ٣ : ٨٢ ، وفي «عمدة القاري» ٧ : ٢٨٩ : وقال «ابن مالك» في «شرح التسهيل» :
الأصل : أو ثماني غزوات ، فحذف المضاف وأبقى المضاف إليه على حاله.
(أقول) : يلاحظ أن ما جاء في «عمدة القاري» موافق لما جاء في «فتح الباري»
، وكلّ من النّصين خطأ ، ولا أدري من أين جاء هذا الخطأ ، فلعله من النسّاخ ،
ولكنّ العجب كل العجب من توافق الكتابين في النص المنسوب لـ «ابن مالك». وقد ورد
رأي «ابن مالك» في هذه المسألة في «شواهد التوضيح والتصحيح» بقوله : «أن يكون أراد
: أو ثماني غزوات. ثم حذف المضاف إليه ، وأبقى المضاف على ما كان عليه قبل الحذف
...»
وقد أثبتّ النص بتمامه في هذه المسألة.
وبإمكاني أن أقول : إنّ هذا الخطأ ربّما
وجد من ناسخ «شرح التسهيل» لـ «ابن مالك» ، أو من ناسخ «فتح الباري» ، وقد نقله
منه «البدر العيني» دون تثبّت ؛ لأن «البدر» كان يطلّع على شرح «الشهاب ابن حجر»
جزءا فجزءا بواسطة «البرهان ابن خضر» أحد أصحاب «الشهاب» ، وينتقده في مواطن. ولا
أدّعي أن «البدر» ـ ٨٥٥ ه أخذ شرحه من «الشهاب ابن حجر» ـ ٨٥٢ ه ، فقد يكون سبب
التوافق بين الشرحين في النقول في بعض المواضع توافق مراجعهما ، وليس أحدهما بأحق
من الآخر في النقل عن كتب من تقدّمهما.
وقد يكون مصدر الخطأ من «شرح التسهيل» ،
وذلك من الناسخ ، أو من مصنّفه «ابن مالك» ، وذلك بأن جرى قلمه ، بما لا يريده
علمه ، والكمال لله وحده «وما يعزب عن ربك من مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء
ولا أصغر من ذلك ولا أكبر» يونس : ٦١.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 232