نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 22
وقال الأستاذ
محمود محمد شاكر في مقال «المقتطف» (عدد يوليو سنة ١٩٣٤ ص ١١٤ ـ ١١٥) :
«إن اتساع
الفكرة في هذا الزمن ، ثم بساطتها ، ثم خفاء موضع الفلسفة العالية فيها ، ثم تغلغل
النظرة الفلسفية إلى أعماق الحقيقة الحية في الكون : هو رأس ما يمتاز به كبار
الأفذاذ والبلغاء في عصرنا هذا. وهو النوع الذي لم تعرفه العربية إلا في القليل من
شعرائها ، وفي القليل من شعر هؤلاء الشعراء ، وليس في العربية من هذا النوع إلا
معجزتان : إحداهما : القرآن ، والأخرى : ما صحّ من حديث الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ففيهما وحدهما تبلغ الفكرة في نفسها ، ثم بتعبيرها
وألفاظها ، ثم بشمول معانيها لجميع الحقائق الواشجة بها ، ثم بتنسّمها في ألفاظها
وكلماتها نسمة الرّوح العطر في جوّ السّحر ، ثم فوق ذلك كله البساطة واللين
والتقارب والتعاطف بين هذه المعاني كلها ـ نقول : يبلغ هذا كله مبلغا يكون منه ما
هو كنسيم الجنة في طيبه ونعمته ، ويكون منه ما هو كحزّ المواسي في علائق القلوب ،
ويكون منه ما هو كالنار تستعر وتتلذّع ، ويكون منه ما ينتظم البنيان الإنساني
البليغ المتفهم فبهزّه هزّ الزلزلة أعصاب الأرض ، وبهذا كان القرآن معجزا ، لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وبمثله كان حديث الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هو ذروة البلاغة البشرية التي تتقطّع دونها أعناق
الرجال» [١].
وأخيرا ما
أثمرت بلاغة مثل ما أثمرته بلاغة السماء في القرآن الكريم ، ثم بلاغة الأرض في
كلامه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
ولم يأت عن أحد
من روائع الكلم مثل ما جاء عنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
[١] التعريف بكتاب «مفتاح
كنوز السنة» : د ، ه ، للمحدث أحمد محمد شاكر.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 22