responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال    جلد : 1  صفحه : 191

وقد اجتمع الوجهان في قول «عمر» : ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس تغيب». وفي قول النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيما رويته بالسند المتصل : «كاد الحسد يغلب القدر ، وكاد الفقر أن يكون كفرا» [١]

ومن الشواهد الشعرية في هذه المسألة قول الشاعر :

أبيتم قبول السّلم منّا فكدتمو

لدى الحرب أن تغنوا السّيوف عن السّلّ

وهذا الاستعمال ، مع كونه في شعر ، ليس بضرورة ، لتمكّن مستعمله من أن يقول [٢] : ... لدى الحرب تغنون السيوف ...

وأنشد «سيبويه» (لعامر بن جوين الطائي) :

فلم أر مثلها خباسة واحد

ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله [٣]

وقال : أراد : بعد ما كدت أن أفعله ، فحذف «أن» وأبقى عملها. وفي هذا إشعار باطراد اقتران خبر «كاد» بـ «أن» ، لأن العامل لا يحذف ويبقى عمله إلا إذا اطرد ثبوته.


[١] رواه «أبو نعيم» في «الحلية» عن «أنس» بلفظ : «كاد الفقر أن يكون كفرا ، وكاد الحسد أن يكون سبق القدر» ، ورواه «البيهقي» في «الشعب» عن «أنس» ، ورواه «الطبراني» بوجه آخر بلفظ : «كاد الحسد أن يسبق القدر ، وكادت الحاجة أن تكون كفرا» ، وقال «العراقي» : وفيه ضعف ، وقال «السخاوي» : طرقه كلها ضعيفة. قال «الزركشي» : لكن يشهد له ما خرجه «النسائي» و «ابن حبان» في «صحيحه» عن «أبي سعيد» مرفوعا : «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والكفر» فقال رجل : ويعتدلان؟ قال : نعم. انظر «فيض القدير» ٤ : ٥٤٢ ، و «فيض نشر الانشراح» (مخطوط) ورقة : ٥١ ، ٥٢ ، و «المقاصد الحسنة» : ٣١١.

[٢] قال «الألوسي» في «الضرائر» : ٦ : ذهب الجمهور : إلى أن الضرورة ما وقع في الشعر مما لا يقع في النثر ، سواء كان للشاعر عنه مندوحة أم لا.

ومنهم من قال : إنها ما ليس للشاعر عنه مندوحة ، وهو المأخوذ من كلام «سيبويه» وغيره ، على ما هو مبسوط في نظم الفصيح لابن الطيب الفاسي.

وبه قال «ابن مالك» ، فإن الضرورة مشتقة من الضرر ، وهو النازل مما لا مدفع له.

[٣] الخباسة : الغنيمة ـ نهنهت : كففت. انظر «الكتاب» ١ : ٣٠٧.

نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست