مقتضى الدليل
أن تصحب نون الوقاية الأسماء المعربة المضافة إلى ياء المتكلم لنفيها خفاء
الإعراب. فلما منعوها ذلك كان كأصل متروك ، فنبهوا عليه في بعض الأسماء المعربة
المشابهة للفعل ، كقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لليهود : فهل أنتم صادقوني [٢] وقول الشاعر :
وليس بمعييني
وفي الناس ممتع
صديق إذا
أعيا عليّ صديق
وكقول الآخر :
وليس
الموافيني ليرفد خائبا
فإنّ له
أضعاف ما كان أمّلا
ولما كان لأفعل
التفضيل شبه بفعل التعجب ، اتصلت به النون المذكورة أيضا في قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «غير الدجال أخوفني عليكم» [٣].
والأصل فيه :
أخوف مخوفاتي عليكم. فحذف المضاف إلى الياء وأقيمت هي مقامه ، فاتصل «أخوف» بها
مقرونة بالنون ، كما اتصل «معيي» و «الموافى» بها في البيتين المذكورين.
[١] موارد المسألة : «شرح الشاطبي» ، و «شرح المرادي» ١ : ١٦٧ ، و «شرح
الأشموني» ١ : ١٢٦ ، و «مغنى اللبيب» ٤٥١ ، و «همع الهوامع» (الضمير) ، و «الأشباه
والنظائر» ٤ : ٤٣.
[٢] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب الطب ـ باب ما يذكر في سمّ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ) ٧ : ٣٢ ، و «أحمد» في «مسنده» ٢ : ٤٥١ ، عن أبي هريرة.
[٣] أخرجه «مسلم» في «صحيحه»
في (كتاب الفتن وأشراط الساعة ـ باب ذكر الدجال وصفته وما معه) ٨ : ١٩٧ ، عن
النوّاس بن سمعان. و «أحمد» في «مسنده» ٥ : ١٤٥ ، عن أبي ذر.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 161