نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 15
تمهيد
فصاحة النبي صلىاللهعليهوسلم وبلاغة قوله
منح الله ـ سبحانه
وتعالى ـ نبيّنا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من كمالات الدنيا والآخرة ما لم يمنحه غيره ممن قبله
أو بعده ، فمن ذلك كلامه المعتاد ، وفصاحته المعلومة.
وكلام النبوّة
دون كلام الخالق ، وفوق كلام فصحاء المخلوقين ، فيه جوامع الكلام ، ومعجزات
البلاغة والفصاحة.
وهو كثير
مستفيض ، وحصر البليغ من كلام النبوّة ممتنع معجز ، لأنّه كلّه بليغ فصيح [١].
والنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أفصح العرب قولا ، وأبينهم كلاما ، وأعلاهم بلاغة.
وقد وصف «الجاحظ»
ـ ٢٥٥ ه كلام النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : «... هو الكلام الذي قلّ عدد حروفه ، وكثر عدد
معانيه ، وجلّ عن الصنعة ، ونزّه عن التكلف ، وكان كما قال الله ـ تبارك وتعالى ـ قل
يا محمد : (وَما أَنَا مِنَ
الْمُتَكَلِّفِينَ)[٢] ، فكيف وقد عاب التشديق ، وجانب أهل التقعيب [٣] ، واستعمل المبسوط في موضع البسط ، والمقصور في موضع
القصر ، وهجر الغريب الوحشيّ ، ورغب عن الهجين السّوقيّ ، فلم ينطق إلا عن ميراث
حكمة ، ولم يتكلّم إلّا بكلام قد حفّ بالعصمة ، وشيّد بالتأييد ، ويسّر بالتوفيق.
وهو الكلام
الذي ألقى الله عليه المحبة ، وغشّاه بالقبول ، وجمع له بين المهابة والحلاوة ،
وبين حسن الإفهام ، وقلّة عدد الكلام.