نام کتاب : أساليب بلاغية نویسنده : أحمد مطلوب جلد : 1 صفحه : 268
الناس والأنعام فى هذا التدبير والجعل ـ فهو خطاب للجميع ، للناس المحاسبين
وللأنعام المذكورة بلفظة الغيبة ، ففيه تغليب المخاطب على الغائب ، وإلّا لما صح
ذكر الجميع ـ الناس والأنعام ـ بطريق الخطاب لأنّ الأنعام غيب وفيه تغليب العقلاء
على غيرهم ، وإلا لما صح خطاب الجمع بلفظ «كم» المختص بالعقلاء. ففى لفظ «كم»
تغليبان ، ولو لا التغليب لكان القياس أن يقال يذرؤكم وإياها.
الرابع : تغليب
المتصف بالشىء على ما لم يتصف به ، كقوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي
رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا)[١] ، قيل : غلب غير المرتابين على المرتابين.
الخامس : تغليب
الأكثر على الأقل ، وذلك بأن ينسب إلى الجميع وصف يختص بالأكثر ، كقوله تعالى : (لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا)[٢] ، وأدخل شعيب فى قوله «لتعودن» بحكم التغليب إذ لم يكن
فى ملتهم أصلا حتى يعود إليها.
السادس : تغليب
الجنس الكثير الأفراد على فرد من غير هذا الجنس مغمور فيما بينهم بأن يطلق اسم
الجنس على الجميع ، كقوله تعالى : (فَسَجَدَ
الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. إِلَّا إِبْلِيسَ)[٣] ، وأنه عد منهم مع أنّه كان من الجن تغليبا لكونه جنيا
واحدا فيما بينهم ، ولأنّ حمل الاستثناء على الاتصال هو الأصل.
السابع : تغليب
الموجود على ما لم يوجد ، كقوله تعالى : (بِما أُنْزِلَ
إِلَيْكَ)[٤] فان المراد المنزل كله ، وإنما عبر عنه بلفظ المضى وإن
كان بعضه مترقبا تغليبا للموجود على ما لم يوجد.